الملخص: إن حديث «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومسجد الأقصى»، بحسب الأدلة التي سنذکرها لا تمنع من زيارة القبور وقصدها.
إن حديث «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومسجد الأقصى» [1]، بحسب الأدلة التي سنذکرها لا تمنع من زيارة القبور وقصدها.
1- يحتمل أن المستثنی منه في الحديث مکان أو مسجد، ولکن القسطلاني يؤکد أن المراد هو المسجد[2]، وبناءً عليه لا دلالة فيه علی حرمة زيارة المشاهد المشرفة.
2- هذا الحديث لا يعمل فيه حتی في مورده؛ لأنه إذا کان المراد هو عدم جواز قصد أي مسجد غيرهذه المساجد الثلاثة، فهو مخالف لعمل النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) الذي من القطعي أنه کان يذهب الی المسجد قبا کل سبت[3].
3- من المتيقن أن بلال الحبشي جاء من الشام إلی المدينة بقصد زيارة قبر النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) والحادثة معروفة[4].
4- اعتبر علماء الفريقين(الشيعة والسنة) أن قصد زيارة النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) راجح، ووقفوا موقفاً معارضاً لابن تيمية الذي طرح شبهة حرمة الزيارة. يقول القسطلاني: قول ابن تيمية حيث منع زيارة قبر النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) وهو أبشع المسائل المنقولة عنه[5]. ويقول الغزالي: کل من يتبرك بمشاهدته(صلی الله عليه وآله وسلم) في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته، ويجوز شد الرحال لهذا الغرض. والذهبي لديه تأمل في الاستدلال بهذا الحديث[6].
5- الأحاديث التي رويت عن الفريقين والتي تؤکد علي زيارة مطلق القبور. عن النبي(صلی الله عليه وآله وسلم): «نهيتکم عن زيارة القبور ألا فزوروها»[7].
إن جمهور أهل السنة يستفيدون من عبارة: «فزوروها» الاستحباب، ولکن ابن حزم استفاد الوجوب[8].
المصادر:
1- صحيح البخاري، ج 4، ص376.
2- إرشاد الساري، ج2، ص332.
3- وفاء الوفا، ج3 ، ص27
4- تهذيب تاريخ دمشق، ج2، ص259.
5- إرشاد الساري، ج2، ص329.
6- إحياء علوم الدين، ج1، ص258- سيرأعلام النبلاء ج4، ص484.
7- صحيح مسلم، ج3، ص56.
8- التاج الجامع للأصول، ج1، ص381.