لماذا سکت علي ابن ابي طالب علیه السلام عن غصب الخلافة؟!

11:08 - 2021/09/01

بعد وفاة النبی (ص) رأی علي علیه السلام بل کل بني هاشم، ضرب ابنة رسول الله (ص) و احراق باب بیتها و غصب الخلافة و... لکن سکتوا و ما عارضوهم مع أنه کان یجدر بهم سل السیوف؟ فماهو الدلیل؟ اجبنا عن ذلک أن علیاً لم یجد ناصراً مع کثرة الخصم من المبایعین  للخلیفة الذین کانوا من سکان البادیة علی أن السکوت کان بأمر النبي (ص).

الخلافة, علي ابن ابي طالب, بني هاشم

ماذا حدث بعد وفاة النبی صلی الله عليه وآله حتی أن علیاً علیه السلام بل کل بني هاشم، یرون ضرب ابنة رسول الله صلی الله عليه وآله و احراق باب بیتها و غصب خلافة زوجها و... لکن سکتوا و ما عارضوهم مع أنه کان یجدر بهم سل السیوف؟ علی أنه کان للناس في المدينة علاقة قومية و نسبیة مع النبي صلی الله عليه وآله لأن أمه کانت من المدینة و ام عبدالمطلب (سلمی) أیضا من قبيلة خزرج فالناس في المدينة یعرفون انفسهم اخوال الرسول صلی الله عليه وآله.
الجواب: إن هذا السکوت کان بأمر النبي صلی الله عليه وآله. روی مسلم النيسابوري فی رواية عن حذيفة بن اليمان ینقل أن رسول الله صلی الله عليه وآله قال :
«يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ولا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ قال قلت كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّهِ إن أَدْرَكْتُ ذلك قال تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ».[1]
واميرالمؤمنین عليه السلام منع أصحابه من بني هاشم و الصحابة و الأنصار من الدفاع والقتال و ذکر علته في بعض خطباته قائلا :«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَي قُرَيْشٍ وَمَنْ أَعَانَهُمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي وَأَكْفَئُوا إِنَائِي وَأَجْمَعُوا عَلَي مُنَازَعَتِي حَقّاً كُنْتُ أَوْلَي بِهِ مِنْ غَيْرِي وَقَالُوا أَلَا إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ وَفِي الْحَقِّ أَنْ تُمْنَعَهُ فَاصْبِرْ مَغْمُوماً أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ وَلَا ذَابٌّ وَلَا مُسَاعِدٌ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِي فَضَنَنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّة».[2]
«... وَلَوْ كَانَ لِي بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَمِّي حَمْزَةُ وَأَخِي جَعْفَرٌ لَمْ أُبَايِعْ كَرْهاً وَلَكِنِّي بُلِيتُ بِرَجُلَيْنِ حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ الْعَبَّاسِ وَعَقِيلٍ، فَضَنِنْتُ بِأَهْلِ بَيْتِي عَنِ الْهَلَاكِ، فَأَغْضَيْتُ عَيْنِي عَلَي الْقَذَي، وَتَجَرَّعْتُ رِيقِي عَلَي الشَّجَي وَصَبَرْتُ عَلَي أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ، وَآلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ حَزِّ الشِّفَا».[3]
أیضا روی كثير من المحدثين انه عقيب يوم السقيفة تألم وتظلم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وانه قال وهو يشير الي القبر (يا بن ام إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني)، وانه قال وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم.[4]
فالسبب المانع الآخر المانع من الدفاع هو قلة الناصر لأن الخصم جمع جمیع القبائل الحدیثة العهد بالإسلام و أخذ مهم البیعة. فابوبكر و عمر جمعوا القبائل من سکان البادیة الذین اسلموا تحت ظل السیوف، في المدينة و بما أن أميرالمؤمنین کان في جمیع الحروب محور فوز الاسلامُ فکان في حقد علي عليه السلام و انتهز المنافقون هذا الحقد.
قال الطبري فی تاريخه: «وأقبلت أسلم بجماعتها ( و هم من سکان البادیة) حتي تضايقت بهم السكك فبايعوه، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر». وذکره الماوردي الشافعي فی الحاوي الكبير و عبد الوهاب النويري فی نهاية الأرب.[5]
فعلي ابن ابي طالب علیه السلام و بني هاشم و الانصار و بقية اصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله مع علمهم بغصب الخلافة بید ابی بكر و عمر ، نفذوا امر رسول الله ص و لأجل مصالح الأمة امتنعوا عن القيام أمامهم.

المصادر
[1] . النيسابوري، مسلم بن الحجاج ابوالحسين القشيري (المتوفی261هـ)، صحيح مسلم، ج 3، ص 1476، ح1847، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
[2] . نهج البلاغة، محمد عبده، ج2، ص 202 خطبه 217 و الإمامة والسياسة، ابن قتيبة، ج 1 ص 134، و مجمع الأمثال، أحمد بن محمد الميداني النيسابوري ( المتوفی 528)، ج2، ص282 و شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد، ج 6، ص 95 و ج 11، ص 109.
[3] . الحسني الحسيني، رضي الدين أبي القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن طاووس (المتوفی664هـ)، كشف المحجة لثمرة المهجة، ص249، ناشر: بوستان كتاب ـ قم ، الطبعة الثانية، 1375ش.
[4] . إبن أبي الحديد المدائني المعتزلي، أبو حامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفی655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج ج 11، ص 65، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان، الطبعة: الأولي، 1418هـ - 1998م.
[5] . الطبري، أبي جعفر محمد بن جرير (المتوفی310)، تاريخ الطبري، ج 2، ص 244، ناشر: دار الكتب العلمية – بيروت و الماوردي البصري الشافعي، علي بن محمد بن حبيب (المتوفی450هـ)، الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني، ج 14، ص 99، تحقيق الشيخ علي محمد معوض - الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة: الأولي، 1419 هـ -1999 م و النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (المتوفی733هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 19، ص 21، تحقيق مفيد قمحية وجماعة، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1424هـ - 2004م.

كلمات دلالية: 

نظرات

صورة شمیانی
أضافه شمیانی في

سوالی من سماحتکم
کیف یجتمه السکوت من امیر المومنین بین الوصیة من رسول الله التي نقلتموها و بين قلة الناصر
اي اذا كان لامير المومنين انصار و اعوان لاحقاق حقه هل يترك ما اوصاه رسول الله؟

الامر يدور مدار الوصية المطلقة التي لم تذكر مساندة ناصر ام يدور حول وجود الناصر و عدمه، كيف تجمعون؟

شكرا لمساعيكم

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.