علو شأن ومقام أهل البيت عليهم السلام دفع علماء أهل السنة إلى اتخاذ مواقف متقابلة و متضادة تجاههم، فمنهم من يرفع من شأنهم و منهم من يحط.
كلمات العلماء وموقف ابن تيمية
تختلف كلمات ابن تيمية عن كثير من كلمات أعلام أهل السنة المتقدمين منهم والمتأخرين ، الظاهرة في مدح الأئمة والاعتراف بفضائلهم ومناقبهم ، من العلم والزهد والكرامات ونحوها .
تجدها منهم عند تفسير قوله تعالى : ( وما أسئلكم عليه من أجر إلا المودة في القربى )[1] وفي شرح حديث : إني تارك فيكم الثقلين . . . وحديث : مثل أهل بيتي كسفينة نوح . . .
حتى أن بعض المتعصبين منهم كالفخر الرازي وابن حجر المكي والمولوي عبد العزيز الدهلوي وغيرهم منهم ، صاروا يدّعون في مقام الرد على الشيعة الإمامية : أن أهل السنة هم المتمسكون بأهل البيت والتابعون لهم والراكبون سفينتهم والناجون بسببهم .
وفي مقابل تلك الكلمات، نجد من يتجاسر على أهل البيت عليهم السلام ويحط من شأنهم ويكذّب عليهم وينسب إليهم ما لا يليق . . .
حتى أن قائلا منهم[2] قال : بأن الحسين قُتل بسيف جده . وبعضهم قدح في وثاقة غير واحد من الأئمة الأطهار ، ونص على أن في نفسه منهم شيئا ! ! . . .
ولعل ابن تيمية من أشهر هذه الفرقة من الناس . . . فقد أطلق في كتابه لسانه البذئ عليهم ، فحاول سلبهم فضائلهم ومحاسنهم كلها ، وجعلهم كأناس عاديين لا يفضلون بعلم [3] ولا زهد ولا أي شئ آخر يتميزون به عن غيرهم . .
بل لقد كذب ابن تيمية وافترى عليهم . . . فهو مثلا في حين يكذّب تعلم أبي حنيفة من الإمام الصادق عليه السلام[4] يدّعي تعلم الإمام السجاد من مثل مروان بن الحكم !
وهو في حين يعظّم الجنيد وسهل التستري وأمثالهما ويصفهم بالزهد ، ينفي أن يكون الحسن والحسين عليهم السلام أزهد الناس في عصرهما !
لقد حاول ابن تيمية التكتم على مناقبهم والتنقيص من مراتبهم ، وكذب حتى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقب أحدهم ب " زين العابدين "[5] وأحدهم ب " الباقر "[6] وحتى توبة " بشر " بواسطة أحدهم[7] ، وكون " معروف " خادما لأحدهم ! ! حتى مثل هذه الأمور لم يتحملها ابن تيمية .
المصادر:
[1] . الشورى، الآية 23.
[2] . هو أبو بكر بن العربي المالكي، انظر تفسير الألوسي = روح المعاني،ج 13، ص 228.
[3] . منهاج السنة، ج 2 ، ص 460 ، 4ج ، ص 51 .
[4] . المصدر، ج 7 ، ص 532 .
[5] . المصدر، ج 4 ، ص 50 .
[6] . المصدر، ج 4 ، ص 51 .
[7] . المصدر، ج 4 ، ص 57 .