الحجاب لحفظ كرامة المرءة

إن الثياب التي ترتديها المرءة مظهر شرعي،يقيها ويحفظها قبل أن يكون حفاظا على المجتمع،إنه ليس فقط غطاء تستر به بدنها ، وإن كان هذا الستر للبدن جزءاً من الحجاب . فمن مقاصد الشريعة في الثياب والحجاب، حفظ الأعراض ، ومن ثم الحفاظ على المجتمع من التفسخ والتبذل ، ولعل ما يرى الآن في المجتمعات الغربية رأي العين من فواحش وجرائم ، هو من نتائج ترك الحجاب، وتدل عليه إحصائيات ثابتة .

إن كل عاقل اذا كان يملك شيئاً غالياً كان أو رخيصا ، فإن من حقه ألا يستعمله إلا هو أو من له اذن في التصرف فيه، وهذه حرية شخصية ، والمرأة تملك جمالها ، وهي مخلوقة متعبدة لأوامر الله عز وجل ،فلا يحق لأحد أن يستمتع بها ولو بالنظر إلا مع إذن شرعي كالزوج ، فالحجاب اذن تعبير عن حرية المرأة في نفسها ، وإعلان منها أنها ليست نهباً لكل أحد ، ومن هنا تكبر شخصية المسلمة المحجبة التي تقدّر نفسها ، لا التي تتبذل وتكون سلعة رخيصة لا قيمة لها.

إن المسلمين لهم برسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حسنة، فاذا نظرنا الى طريقة مبايعة المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وآله التي تعتبر معاهدة منهم له ، نجدهم يصافحونه عندها، أما بالنسبة الى مبايعة النساء له، و التي اشارت اليها الاية الكريمة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}[1] فالرسول صلى الله عليه وآله يمتنع من مصافحة النساء حتى يبين أن مصافحة الرجال للنساء حرام، لكن مع الاسف فان كثيرا ممن يشهد الشهادتين ليس فقط لا يلتزم بذلك، بل يشجع زوجته على السفور.

يقول محمد تقي الدين الحسيني الهلالي الذي كان صوفيا ثم تحول الى السلفية الوهابية، وقد استضاف احد اصدقائه في بيته، قال: فجلست في الحديقة على كرسي أقرأ في صحيفة، فشعرت بشيء وقف أمامي، فرفعت بصري فإذا الرجل تقف إلى جنبه امرأة مكشوفة الصدر والعنق والرأس والذراعين والساقين، فمدتْ إليّ يدَها للمصافحة .[2].الخ

كما روى البخاري، عن عروة أن عائشة أخبرته «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد بايعتك كلاما، ولا والله ما مست يده يد امرأة في المبايعة قط، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك»[3] هذا لفظ البخاري.

اذن فسنة وسيرة رسول الله ظاهرة في احترام المرءة في حريتها وعدم مس شئ من جسدها بغير اذن شرعي وما ذاك الا لحفظ كرامة المرءة في نظر الشريعة الاسلامية التي جاءت لتنظيم الحياة.

المصادر

[1] . الممتحنة، الآية 12.

[2] . مجموعة رسائل في الحجاب والسفور، ص 69.

[3] . صحيح البخاري، ج 2، ص 967 ت البغا. و مسند أحمد، ج 43، ص 349 ط الرسالة.