كثير من مشكلات الناس لاسيما الشباب تأتي من عدم التحلي بروح الثقة بالنفس والإيمان بالنفس، وعلى قول الأئمة المعصومين فإن الإنسان الذي له عزة النفس، يكون أقوى في منع رغبات النفس الأمّارة.
الإمام الحسين عليه السلام: إن الخوف من الدخول في المجتمع، وخوف التعبير عن الأفكار، وعدم تحمل المسؤولية. وكثرة الإخفاقات، هي مضاعفات ناتجة عن إذلال النفس وحقارتها، لذلك يعد أئمة أهل البيت عليهم السلام، أفضل مربٍ للإنسان، قدّموا التربية والتعليم، وسبل تقوية شخصية الإنسان، لاسيما الشباب، ومن تلك السُّبُل:
الاحترام والحب للأطفال
كان الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، يحب الإمامين الحسن والحسين في طفولتهما، وبهذه الطريقة كان يعلم الآخرين ويرسم لهم طريقة رفع روح الثقة بالنفس في شخصية الإنسان.
ذات يوم، كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله جالسا فأقبل الحسن والحسين، فلمّا رآهما عليهما السلام قام لهما واستبطأ بلوغهما إليه فاستقبلهما وحملهما على كتفيه وقال: نعم المطيّ مطيّكما ونعم الراكبان أنتما، وأبوكما خير منكما.[1]
إن من ينمو في حضن صاحب الرسالة، فإنه كما تعلم من أهله الحب والمودة، لا يترد في نقلها لأبنائه.
يقول عبد الله بن عتبة: كنت عند الحسين بن علي عليهما السلام، إذ دخل علي بن الحسين الأصغر، فدعاه الحسين عليه السلام، وضمه إليه ضما، وقبل ما بين عينيه ثم قال: بأبي أنت ما أطيب ريحك؟ وأحسن خلقك؟[2]
الإمام الحسين واختيار الاسم الجميل
يعكس اسم كل شخص، معتقدات وثقافة عائلته، بالإضافة إلى أن اسم كل شخص يكون معه دائمًا حتى النهاية، وسيكون صاحب الاسم الجميل والمحمود، فخورًا به ويشعر بالاعتزاز في شخصيته. وعلى عكس أصحاب الأسماء غير اللائقة، فإنهم في المستقبل يشعرون بالذل والمعاناة، وطريقة الإمام الحسين عليه السلام العملية، دليل واضح على هذه النقطة المهمة في التربية في اختيار أسماء أبنائه وهم: علي الأكبر، علي الأوسط، علي الأصغر، جعفر، عبد الله، محمد، سكينة، فاطمة، محسن، رقية.
الاسم الجميل يمدحه الآخرون ويتوقعون منه الخير، وهذا سيقوي شخصيته ويسبب له الفرح والابتهاج.
وعندما سقط الحرّ في ساحة المعركة، احتَمَلَهُ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّىٰ وُضع بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام وبِهِ رَمَقٌ، فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ، وهُوَ يَقولُ لَهُ أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ بِهِ اُمُّكَ، أنتَ الحُرُّ فِي الدُّنيا وأنتَ الحُرُّ فِي الآخِرَةِ.[3]
المصادر:
[1] . موسوعة الامامة في نصوص أهل السنة، السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، ج ۱۷، ص ۲۸۰
[2] . بحار الأنوار،العلامة المجلسي، ج46، ص19.
[3] . الصحيح من مقتل سید الشهداء واصحابه علیهم السلام، محمدي الریشهري، ج ۲،ص ۵۶.