السيدة زينب أسوة الصبر والمقاومة

أطلق على السيدة زينب عليها السلام "أم المصائب" لأنها عليها السلام كانت والدة ثلاثة شهداء وأخت ثمانية شهداء وعمة تسعة شهداء وخالة ثلاثة شهداء، تشهد ذبح أكثر من عشرين شخصًا من أقرب أفراد عائلتها. وكانت حاملة رسالة كربلاء ورسالة كل الدماء التي سالت على الأرض، حيث كانت مسؤولة عن رعاية أسرى كربلاء إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى الشام، وإلقاء الخُطَب وإيضاح حقائق وأهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام، لاستكمال رسالة كربلاء متحمّلة كل الصعاب.

السيدة زينب قدوة

خلال رحلة السيدة زينب عليها السلام من البداية إلى النهاية، هناك نقاط كثيرة تتحدث عن روحها العالية. وبناءً على هذه النقاط، لا مجال للشك في أنها عليها السلام أفضل قدوة للصبر والثبات أمام جميع الصعاب والمحن المختلفة، ولذلك فإن تقديم الابن لأخيه، وقبول النيابة الخاصة من قبل الإمام المعصوم عليه السلام، وخطابها أمام جمع منتقديها بأقصى درجات البلاغة في التعبير عن كرامة الولاية وتركيزها على أداء العبادات المستحبة في أصعب اللحظات وأصعب الأوقات، جميعها تجسد دور السيدة زينب عليها السلام، كقدوة بارزة خاصة في الصبر والصمود.

نمط من العودة إلى الخير

التحول الداخلي للإنسان له جذور عميقة في التاريخ الماضي، وفي كربلاء أيضاً هناك نموذج للعودة إلى الخير والتحرر من فخاخ القبائح، حيث كان الحر بن يزيد الرياحي، قائد المعارضين في البداية، ولكن في النهاية كان من أفضل رفاق سيد الشهداء في يوم عاشوراء، حين أدرك جدّية القتال ضد ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد سمع استغاثة الحسين عليه السلام يقول: أَمَا مِنْ مُغِيثٍ یُغِيثُنَا لِوَجْهِ اللهِ؟ أَمَا مِنْ ذَابٍّ یَذُبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ الله؟[1] فجاء وقدم نفسه للإمام قائلاً: "كنت أوّل خارج عليك، فأذن لي أن أكون أوّل قتيل بين يديك، فلعلي أن أكون ممن يصافح جدّك محمدا غدا في القيامة"[2]فقبل الإمام حسين عليه السلام، توبته وطلب منه أن يستريح، لكنه أصر وفي لحظاته الأخيرة، وضع الإمام يده على وجهه وقال: "أنت الحر كما سمتك أمك أنت الحر إن شاء الله في الدنيا والآخرة"[3]

المصادر:

[1] . اللهوف على قتلى الطفوف، ابن طاووس، ص 102.

[2] . مقتل الحسین علیه السلام، الخوارزمي، ج 2 ، ص 13.

[3] . تاريخ الطبري، محمد بن جريرالطبري، ج ٤، ص ٣٢٥.