حينا كان الغرب متأخرا عن الحضارة كان الشرق الإسلامي يزدهر بالعلم و الاختراعات ويؤسس لعصر التقدم الذي نعيشه الآن.
الرمز الرئيس للحضارة والتقدم هو الإنجازات العلمية في مختلف المجالات. إن المجتمعات البشرية، التي تغزو قمما جديدة للعلم، تسعی أن تزود نفسها بتاريخ علمي لامع، وتسجل ادعاء سيادتها الماضي. وفي هذا الصدد فإن مصادر تاريخ العلم أفضل معيار لكشف صحة هذا الادعاء. وما يمكن إثباته هو: ثقافة تعلم العلوم في ذلك المجتمع وإنجازات علماء تلك الثقافة عبر التاريخ.
الحضارة الإسلامية رائدة العلوم في العديد من المجالات عبر التاريخ، بل إن العديد من المؤرخين الأوروبيين يعتقدون أن الحضارة الإسلامية رائدة التقدم العلمي في أوروبا.
السمة الرئيسة للثقافة والحضارة الإسلامية هي وحيانية تعاليمها. فإن القرآن الكريم كتاباً عقلانياً ومناهضاً للجهل، يعطي العلماء مكانة عالية مثل أهل الإيمان، ويعد الإيمان والعلم مصدر فخر ومكانة رفيعة للإنسان فيقول: "یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" [1]
قد أعطى دين الإسلام للعلم والمعرفة أهمية كبيرة حيث إنَّ العلم من أكثر المجالات ذِكرًا في القرآن الكريم؛ فقد ورد لفظُه ومشتقَّاته: (عليم، علمتم، عالم، علماء، نعلم... إلخ) ثماني مائة وستًّا وخمسين مرَّة، ولا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم من الحديث عن العلم.[2] ودعا الناس إلى التفكر حيث قال "أَفَلا تَعْقِلُونَ، لَعَلَّهُمْ یَتَذَکَّرُونَ" و...
نماذج من علماء المسلمين
أبو عبد الله محمد بن موسى الخَوارزمي عالم رياضيات وفلك وجغرافيا، قيل أنه ولد حوالي 164هـ 781م يعد من أوائل علماء الرياضيات المسلمين و من أهم كتبه "المختصر في حساب الجبر والمقابلة" و له مصنفات أخرى "صورة الأرض"، "الأسطرلاب"، "والمزولة".[3]
نصير الدين أَبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الطوسي (1201م)، عالم فلكي وأحيائي وكيميائي ورياضياتي وفيلسوف وطبيب وفيزيائي. كتب نصير الدين في علم المثلثات وعلم الفلك والجبر والهندسة والحساب والتقاويم والطب والجغرافيا والمنطق والأخلاق والموسيقى وعلم التنجيم وغيرها من المواضيع.
وفي علم الفيزياء والميكانيكا (علم الحيل)، يعقوب بن إسحاق الكندي، إبن الهَيْثَم البصري، عبد الرحمن الخازني[3]وآخرون إبتدعوا روائع لم يسبق لها مثيل في ذلك الوقت. ألف بنو موسي (أحمد وحسن ومحمد) كتاب الحيل وهو شرحٌ مفصَّل لمئة من الأجهزة الميكانيكية من بينها العديد ممَّا يمكن أن يعتبر اختراعات علميَّة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى.[4]
المصادر:
[1] . المجادلة، الآية 11.
[2] . المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبدالباقي، ص470.