دور الأسرة في الوقاية من الانحرافات (الواجبات الوقائية للوالدين-١)

إن عدم ارتداء الحجاب يُعدّ أحد الآثار الجانبية المشؤومة لتدني احترام الذات وضعف الشخصية في المجتمع، وهذا الأمر أصبح شائعا بين بعض الفتيات والشابات. لذلك، ومن أجل تجنب مشكلة التلبس والحجاب السيئ، لا ينبغي لنا أن نهمل التحقيق والقضاء على العوامل الكامنة وراء هذا الاضطراب النفسي لدى المرأة؛ وفيما يلي نستعرض بعض هذه الأعمال معًا:

1- بيان مكانة المرأة وتكريمها: وفي تحليل أسباب سوء حجاب المرأة وزخرفة نفسها نجد أن استخفاف الذات وعقدة الدونية وعدم فهم الوضع والمكانة الحقيقيين للجنس الأنثوي، قد دفع هؤلاء النساء إلى التباهي والاستعراض وتقديم أنفسهن، في المجتمع، للحصول على المكانة الاجتماعية المطلوبة، والقيام بمثل هذه الأمور.

لذلك، ولمنع تغلغل هذه الأفكار غير اللائقة، يجب على الوالدين المحترمين، اللجوء إلى التدابير الفكرية والثقافية أو أن يكونا أكثر حذراً في سلوكهما وكلامهما. ويبدو أنه بالإضافة إلى الرجال، فإن النساء أيضًا يتحملن مسؤولية خلق هذا التفكير والاعتقاد الخاطئ والمدمر.

دور المرأة في تشويق رعاية الحجاب

 وبطبيعة الحال، تلعب المرأة دوراً في تعزيز هذا الانحراف، لأن الأمهات اللاتي يشتكين بانتظام من الحجاب ويعدونه عائقاً أمام نشاطهن وحركتهن وحَيَويّتهن، أو يشتكين من كونهن امرأة، يكون له الأثر الأكبر في كسر وصمة عار ارتداء الحجاب السيئ، والحط من مكانة وكرامة المرأة في المجتمع.

2- ضرورة محاكاة الثقافة الأسرية للأئمة المعصومين عليهم السلام: ويجب أن تكون على رأس برامج الآباء. لقد وضع الله تعالى اسم مريم في بداية إحدى سور القرآن الكريم، والنبي الكريم صلى الله عليه وآله، وأئمة أهل البيت عليهم السلام، يستخدمون أجمل العبارات وأبهى طريقة وتعبير، في مخاطبة بناتهم وزوجاتهم. فلماذا لا يستخدم بعض الأولياء أسماء أزواجهم، وبدلاً من أن ينادوهن بأسمائهن، يستخدمون الإيماء والإشارة، أو يا أم الأولاد، ويا هذه وأمثال ذلك.

فعلى العوائل، ولاسيّما الرجال، أن يقتدوا بسلوك الأئمة وأدبهم الكلامي، ويعتقدوه أفضل مثال في الحياة الدينية، وللإجابة على سؤال: ما هي العبارات والألفاظ التي كان يستخدمها نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام، في حياتهم العائلية؟ إن كلام نبي الإسلام بشأن ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام، كان مثل عبارة فداها أبوها.[1]

لذا يجب على الوالدين وجميع أفراد الأسرة، الاقتداء بالمعصومين عليهم السلام في جميع شؤون الحياة الأسرية، ولاسيّما في التعامل مع النساء والفتيات، حتى تكون أسرتهم أسرة ناضجة ومزدهرة، تتمتع فيها النساء والفتيات بالكرامة، ويلتزمنَ بالعفة والحجاب، ويبتعدْنَ من أي انحرافات لها ضرر.

المصدر:

[1] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ٤٣، ص ٢٠.