من نتبع بعد النبي صلى الله عليه وآله؟

إن اتباع الرسول صلى الله عليه وآله أمر مسلم به، و يجب على كل مسلم أن يأخذ كل كلمة أو فعل له صلى الله عليه وآله و يضعها في ميزان التدبر والتفكر؛ عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إني أوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عزوجل و عترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماءإلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيها).[1]
يبدأ الرسول صلى الله عليه وآله هذا الحديث بقوله : (إني أوشك أن ادعى فاجيب) أي إني قد اقترب أجلي، وإني ميت عن قريب ، وهذا ما يجعل من هذا الحديث بمثابة وصية له صلى الله عليه وآله ، وهذا ما يوجب على المسلمين التفكر ملياً والأخذ به ، فهي وصية من بعده ، ثم يكمل صلى الله عليه وآله بقوله: وإني تارك فيكم وهذا ما يعزز الرأي بأن الرسول صلى الله عليه وآله  كان يتحدث عن ما يجب أن يكون عليه شكل مرجعية  الامة و قيادتها من بعد وفاته، و يكمل الرسول صلى الله عليه وآله حديثه بكلمة الثقلين أي لما فيهما من عظمة وأهمية ، ثم يقول :كتاب الله عزوجل وعترتي فقدحدد صلى الله عليه وآله ماهو تارك من بعده ألا  وهما القرآن  و عترته ، ثم يبدأ بشرح تفصيلي لهذين الثقلين ، مما يتبين لنا على أنه صلى الله عليه وآله أراد أن يؤكد بشكل لا يقبل الشك ، أو النقاش من هما هذان الثقلان ؟ وما هي أهميتهما؛ وذلك بقوله صلى الله عليه وآله (كتاب الله حبل ممدود، من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي) و هنا يبين مما يقبل اللبس في أن عترته صلى الله عليه وآله هم أهل بيته، وسيتم تحليل و دراسة ، من هم أهل بيته صلى الله عليه وآله في المبحث التالي إن شاء الله.
ثم يذكر صلى الله عليه وآله شيئا آخر في غاية الأهمية ألا وهو:( وإن اللطيف الخبيرأخبرني أنهما لن يفترقا حتى يرد علي الحوض) أي إن هذين الثقلين لن يفترقا حتى يعودا ليلتقيا معه على  الحوض  في يوم القيامة، وهذه باالطبع نبوءة واضحة: وذلك بقوله:( وإن اللطيف الخبير أخبرني ) ثم ينتهي الحديث بتحذير شديد، وهو :( فانظروني بم تخلفوني فيهما) أى كيف أنكم أيها المسلمون ستتعاطون وتتعاملون معهما بعد وفاتي ؟ وهل إنكم سائرون على النهج الذي قد بينته و فصلته لكم وأمرتكم باتباعه؟2   
[1] ـ احمد بن حنبل،مسند، ج3،ص17.
[2]ـ حوارات في أصل العقيده