الملخص:أن الغارس لبذرة التشيع هو النبي الكريم ، لأنه أول من نطق وصدع بمصطلح شيعة علي هو نبينا محمد صلى الله عليه واله فهو الغارس الأول لبذرة التشيع والساعي له والداعي إليه والله سبحانه وتعالى يقول : ( ...وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) . فعلى المسلم المؤمن أن يأخذ بقول الرسول الكريم إذا أراد الوصول الى الحقيقة والواقع لأن النبي صلى الله عليه واله لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وعلى هذا الأساس يتضح لنا أن الإسلام الحق هو الذى أسس التشيع ، وأنه هو النبع الصافي للإسلام.
لندرس ظاهرة نشوء التشيع وتاريخه حتى تحكم له،أوعليه من خلال تاريخ تأسيسه ونشوءه. ولو تفحصنا النظريات القائلة بنشوء التشيع لوجدناها كما يلي :
1ـ إن التشيع نشأ في عهد رسول الله، والرسول صلى الله عليه واله، هو مؤسسه و بانيه وغارسه.
2ـ نشأ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله ،بعد ما جرى في سقيفة بني ساعدة حيث وقف جماعة من المهاجرين والأنصار الى جانب علي عليه السلام و امتنعوا عن البيعة لغيره.
3ـ نشأ بعد حرب الجمل حيث وقف جل الصحابة الى صف علي عليه السلام و قاتلوا معه .
4ـ نشأ بعد مقتل الحسين عليه السلام ، و قيام ثورة التوابين و المختار.
5ـ نشأ في عصر التمذهب في القرن الرابع وذالك في زمن العباسيين ، حيث نشأت المذاهب الفقهية ،كلمذهب الحنفي ، و الشافعي ، والمالكي ، والحنبلي ،فنشأ المذهب الجعفري الشيعي أيضاً.
6ـ نشأ في الصور المتأخرة من قبل الفرس .
في حين أننا لو لا حظنا لوجدنا أن علاقة غالبية الفرس بالتشيع لم تكن موجودة بل كان جُلّهم يتمذهبون بالمذاهب السنية حتى القرن السادس [1]. الهجري، وإن أبا حنيفة رئيس مذهب الأحناف هو من الفرس. هذه خلاصة الأقوال في نشوء التشيع ولكن الشخص الدارس والطالب للحقيقة يجد أن هناك أقدم نص تاريخي يصرح بلفظة شيعة لعلي هو النص النبوي كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه واله حينما نزلت هذه الآية : (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)[2] فقد وردت عدة روايات عن النبي صلى الله عليه واله بطرق أهل السنة التي على ذلك وهي كما يلي :
1ـ في تفسير الدرالمنثور للسيوطي مانصه... أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد لله قال كنا عند النبي صلى الله عليه واله فأقبل علي ، فقال النبي صلىى الله عليه واله: ( و الذي نفسي بيده أن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة).[3]ونزلت (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فكانت أصحاب النبي صلى الله عليه واله إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية .
2ـ وذكر صاحب كتاب الغدير ما نصه : أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس (رضي الله عنهما): إن هذه الآية لما نزلت قال صلى الله عليه واله لعلي : (هو أنت و شيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين ، قال ومن عدوي؟ قال صلى الله عليه واله :من تبرأ منك ولعنك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله : من قال رحم الله علياً ، رحمه الله)
3ـ وجاء في مجمع الزوائد: أن النبي صلى الله عليه واله قال لعلي : (أنت أول داخل الجنة من اُمتي ، وأن شيعتك على منابر من نورمسرورون مبيضة وجوههم حولي . أشفع لهم فيكونون غداً في الجنة جيراني)
4ـ ذكر الطبري في تفسيره ما نصه: عن أبي الجارود عن محمد بن علي اُولئك هم خير البرية فقال:قال النبي صلى الله عليه واله : (أنت يا علي و شيعتك) [4].
5ـ وذكر الحاكم في المستدرك : فإنه ذكر عن رسول الله أنه قال: ( أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها.أصل الشجرة في جنة عدن وسائرذلك في سائر الجنة )[5]
6ـ ومما ذكرنا يتضح أن الغارس لبذرة التشيع هو النبي الكريم ، لأنه أول من نطق وصدع بمصطلح شيعة علي هو نبينا محمد صلى الله عليه واله فهو الغارس الأول لبذرة التشيع والساعي له والداعي إليه والله سبحانه وتعالى يقول : ( ...وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) [6]. فعلى المسلم المؤمن أن يأخذ بقول الرسول الكريم إذا أراد الوصول الى الحقيقة والواقع لأن النبي صلى الله عليه واله لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وعلى هذا الأساس يتضح لنا أن الإسلام الحق هو الذى أسس التشيع ، وأنه هو النبع الصافي للإسلام.
[1] ـ بل القرن العاشر ، راجع كتب التاريخ .
[2] ـ البينة:7 .
[3] ـ تفسير الدر المنثور،للسيوطي 6: 379 .
[4] ـ تفسير الطبري: 3: 146.
[5] ـ ذكره الحاكم في المستدرك 3: 160 ، وابن عساكرفي تاريخه 4: 318، وابن الصباغ في الفصول:11.
[6] ـ الحشر7.
المصدر :في رحاب أهل البيت ج42 ص24-33