الرد على شبهة دفن الإمام الحسين

11:39 - 2024/08/01

إحياءً لذكرى عاشوراء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام، تثار العديد من الأسئلة والشبهات حول أحداث كربلاء وما تلاها من وقائع. من بين هذه التساؤلات، يبرز السؤال حول ما إذا كان الإمام السجاد عليه السلام قد دفن جسد والده الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاده. هذه المسألة تحمل أهمية خاصة في الفكر الشيعي، نظراً للقواعد الثابتة والمتعلقة بواجبات الأئمة المعصومين عليهم السلام.

من المسائل التي ينقلها بعضهم عن رسالة "التنزيه" للسيد محسن الأمين، هي مجيء الإمام السجّاد عليه السلام لدفن جسد أبيه الإمام الحسين عليه السلام، قال: هو من التحريفات والمختلقات.[1]

نقد ومراجعة:

أولاً: هناك قاعدة عامة بخصوص الإمامة تُعد من الضرورات وأبجديات العقيدة لدى كل شيعي، وهي أن: جسد كل إمام معصوم، يجب أن يصلي عليه إمام معصوم مثله.

وتوجد من الروايات في هذا المجال ما يكفي، حتى إن مؤلف بحار الأنوار وآخرين قد خصصوا باباً لهذا الموضوع تحت عنوان: "أن الإمام لا يغسله ولا يدفنه إلا إمام".

السجّاد

الإمام السجّاد يحضر كربلاء

ثانياً: هذه الشبهة كانت موجودة في زمن الأئمة الأطهار وقد أُجيب عنها:

فقد جاء عن رجال الكشي أن شخصاً كان شاكّاً في إمامة الإمام الرضا عليه السلام وهو علي بن أبي حمزة البطائني، دخل على الإمام وسأله أنه قد روي لنا أن "الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله". يريد أن يقول: أنك في المدينة حين توفي الإمام موسى الكاظم عليه السلام في بغداد، فلم تحضر عنده فلست بإمام.

فقال له أبو الحسن عليه السلام: أخبرني عن الحسين بن علي، أكان إماماً أم غير إمام؟ قال: كان إماماً. قال: فمن تولى أمره؟ قال: علي بن الحسين. قال: وأين كان علي بن الحسين؟ قال: كان محبوساً في يد عبيد الله بن زياد. قال: خرج وهم لم يعلموا حتى تولى أمر أبيه ثم عاد. فقال له أبو الحسن: إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين أن يأتي كربلاء ويتولى أمر أبيه فهو يُمَكّن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد ويتولى أمر أبيه.[2]

ثالثاً: ورد في مقاتل وكتب كثيرة أن الإمام السجاد عليه السلام جاء إلى كربلاء ودفن جسد الإمام الحسين عليه السلام.[3]

بعد استعراض الأدلة الروائية والتاريخية، يتضح أن مجيء الإمام السجاد عليه السلام إلى كربلاء ودفنه لجسد والده عليه السلام هو من الحقائق الثابتة في التراث الشيعي. هذه الحقيقة ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي جزء من العقيدة الشيعية التي تؤكد أن الأئمة المعصومين يتولون دفن بعضهم البعض. إن الشواهد والقرائن المتعددة، سواء من الكتب المعتبرة أو الروايات المتواترة، تدعم هذا الموقف، مما يزيل الشبهة حول هذه المسألة ويعزز الفهم الصحيح للأحداث التاريخية بعد واقعة الطف.

المصادر:

[1] . عاشورا پژوهی، صحتی سردرودی، ص100.

[2] . رجال الكشّي، محمد بن عمر الكشي، ص463.

[3] . اثبات الوصیة، المسعودي، ص 173.مناقب آل ابی طالب، ابن شهر آشوب، ج4، ص 372.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.