من هم أهل البيت عليهم السلام؟

إن الرسول صلى الله عليه وآله قد أخبرنا في كثير من المناسبات بأن نتبع بعده صلى الله عليه وآله القرآن وأهل البيت، وقدأقام علينا الحجج، ومن هذه الحجج حديث الثقلين، وأنه صلى الله عليه وآله ذكرهذا الحديث في مختلف المناسبات وأمام مختلف الصحابة و في مختلف الأماكن، و قد اتفق المسلمون على صحه ذلك الحديث . والشيء المهم هنا، هوأنه صلى الله عليه وآله ماذا يقصد بأهل البيت؟ وهذا ما سنسلط الضوء عليه،  سنقف عند كل حديث و نتفكر في معناه، ولنبدأ بالحديث :
عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، واللفظ لأبي بكرقالا: حدثنا محمد بن بشر، عن زكرياء، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة:
خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداةً و عليه مرطٌ مرحلٌ[1] من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ،ثم جاء الحسين ،فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً ) [2]و[3]
تذكر هنا ام المؤمنين عائشة ؟ أن الرسول صلى الله عليه وآله جمع تحت الكساء معه الحسن و الحسين و فاطمة و علي ، و تلا الآية الكريمة :  (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً) و قد أشار الله عزوجل في الآية الكريمة إلى أنه قد أذهب الرجس عن أهل البيت و طهرهم تطهيراً ، و قد كان فعل الرسول صلى الله عليه وآله بأن جمع معه تحت الكساء هؤلاء الأربعة، و تلاوته لتلك الآية يعطينا أو يدلنا علي أن المقصود بأهل البيت هم أولئك الذين جمعهم الرسول صلى الله عليه وآله و حدد مكانهم بذلك الكساء ليدل حصراً على هؤلاء الذين هم تحت الكساء، والا لماذا يجمعهم تحت ذلك الكساء و يتلوا الآية إذا لم يكونو هم المقصودون بالتحديد؟ وإذا كان المقصود أشخاصاً آخرين ، فلماذا استعمل الكساء وأدخل مجموعة معينة من الأشخاص، بل يتلوا الآية بشكل عام و بدون كساء ، أو إذا أراد أن يعني أشخاصاً آخرين فسيدعوهم أيضاً ليدخلوا معهم تحت الكساء و ينضمون إلى البقية، ولكن نرى فعل الرسول صلى الله عليه وآله إنما جعل نفسه علياً و فاطمة و الحسن و الحسين تحت ذلك الكساء ليرى اختصاص صفة  أهل البيت التي ذكرها الله عزوجل في الآية الكريمة لمن كان تحت الكساء، أي: ضمن تلك المساحة المحددة.
وفي الحديث التالي نرى أن الرسول صلى الله عليه وآله قد فعل نفس الشيء و في مكان آخر.
عن عفان حدثنا حمادبن سلمة ، قال: علي بن زيد عن شهر بن حوشب، عن ام سلمة، ؟أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لفاطمة: ائتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم الكساء فدكيًا، قال ثم وضع يده عليهم ثم قال:  ( اللهم إن  هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميدٌ مجيدٌ) قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي و قال:إنك على خير.[4]وهذا لايقبل الا معنى واحد، و هوأنك لست ممن ذكرهم الله في هذه الآية وأنك إلى خير.[5]

[1] ـ مرط مرحل: كساء من صوف و ربما كان من خز أو من غيره، والمرحل هو الموشي المنقوش(انظر: محمد بن مكرم المصري الأنصاري ،لسان العرب، ج13، ص83؛ مبارك بن محمد الجرزي (ابن أثير)، النهاية في غريب الحديث والاثر، ج4 ،ص319).
[2] ـ مسلم بن حجاج نيشابوري، صحيح مسلم ، ج7، ص13.
[3] ـ الأحزاب:33.
[4] ـ احمد بن حنبل، مسند احمد،ج6، ص323.
[5] ـ حوارات في أصل العقيده