أوّل المخالفين لمحمد بن عبدالوهاب

10:56 - 2016/08/03

الملخص: اول المخالفين والمعارضين لمحمد بن عبدالوهاب هم ابوه واخوه في زمان حياته وانتقدوا افکاره وألّف أخوه کتباً للرد عليه واعلنوا للناس أن لا يتبعوا محمد بن عبدالوهاب وحذروا الناس منه...

محمد بن عبدالوهاب

أول المخالفين والمعارضين لمحمد بن عبدالوهاب أبوه وأخوه في زمان حياته وانتقدا افکاره وألّف أخوه کتباً للرد عليه واعلن للناس أن لا يتبعوا محمد بن عبدالوهاب وحذّر الناس منه، وذکر هذه المسألة کثير من العلماء في کتبهم.
قال الشيخ جعفر سبحاني في کتابه: «منذ الوقت الذي أعلن فيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن أفکاره وعقائده، ودعا الناس إليها، قامت مجموعة من کبار العلماء بمعارضته. وکان والده ثمّ أخوه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب أوّل من احتجّا عليه. وجدير ذکره أنّ والد محمد وکذلك أخوه يعتبران من علماء الحنابلة. وقد ألّف(الشيخ سليمان) کتاباً بعنوان(الصواعق الإلهيّة في الرد علی الوهابية) رفض فيه عقائد أخيه». [1]
وعن تأريخ نجد للآلوسي: «أنّ الأب لم يکن راضياً عن ابنه، وأنّه زجره ونهاه وبعد أن مات أبوه تجرأ عليه أهل حريملة وهمّوا بقتله، فلم يجد بُدا من الهرب إلی العيينة وهي مسقط رأسه، ودار نشأته، وقد تعاهد هو وأميرها عثمان بن معمر علی أن يشدّ کلّ منهما أزر الآخر». [2]
زيني دحلان يقول: «کان والد الشيخ محمد وکذلك أخوه الشيخ سليمان رجلين صالحين ومن أهل العلم أيضاً. وقد علما بدعوة الشيخ محمد من خلال أقواله وتصرفاته عندما کان يواصل دراسته في المدينة المنورة فعاتباه وانتقداه ودعيا الناس إلی الحذر منه». [3]
وقال الزهاوي جميل صدقي في کتابه الفجر الصادق: «کان محمد بن عبدالوهاب في إبتداء أمره من طلبة العلم، يتردد علی مکة والمدينة لأخذه من علمائها، وممّن أخذ عنه في المدينة: الشيخ محمد بن سليمان الکردي، والشيخ محمد حياة السندي، وکان الشيخان المذکوران وغيرهما من المشايخ الذين أخذ عنهم يتفرّسون فيه الغواية والإلحاد ويقولون: «سيضل الله تعالی هذا، ويضل به من أتقاه من عباده»، فکان الأمر کذلك، وکان أبوه يتفرّس فيه الإلحاد، ويحذّر الناس منه، وکذلك أخوه الشيخ سليمان». [4]
وجاء عن الاستاذ عباس محمود العقاد: «کان الشيخ سليمان بن عبدالوهاب مؤلف کتاب الصواعق الإلهيّة من أشدّ المعارضين لأخيه، فهو علاوة علی رفضه لعقائد أخيه يقول: إنّ الاعمال والممارسات التي يعتبرها الوهابيون کفراً وإلحاداً ويبيحون دماء المسلمين وأموالهم بسببها کانت قد ظهرت في عهد أئمة الإسلام، وليست هناك رواية تشير إلی أنّ أئمة المسلمين کانوا يعتبرون مرتکبي تلك الأعمال کفاراً أو مرتدين، ولم يعلنوا الجهاد ضدهم ولم يعتبروا بلاد المسلمين بلاد شرك ودار کفر مثلما يفعل الوهابيون». [5]
وعن الشيخ حافظ الهرري، قال: «وقول مفتي الحنابلة محمد بن عبدالله النجدي إنّ أبا محمد بن عبدالوهاب کان غاضباً عليه لأنّه لم يهتم بالفقه، معناه أنّه ليس من المبرّزين بالفقه ولا بالحديث، إنّما دعوته الشاذة شهرته، ثمّ أصحابه غلو في محبته فسمّوه شيخ الإسلام والمجدّد، فتبّاً لهم وله، فليعلم ذلك المفتونون والمغرورون لمجرد الدعوة أنّه لم يترجمه أحد من المؤرّخين المشهورين في القرن الثاني عشر بالتبريز في الفقه ولا في الحديث». [6]
نقل الشيخ عبدالله الهرري ما ذکره العلّامة ابن عابدين في حاشية ردّ المحتار، الذي قال ما نصّه: «مطلب في أتباع ابن عبدالوهاب الخوارج في زماننا. قوله: (ويکفّرون أصحاب نبينا صلی الله عليه وآله وسلم) علمت أنّ هذا غير شرط في مسمّي الخوارج، بل هو بيان لمن خرجوا علی سيدنا علي(رضي الله عنه)، وإلّا فيکفي فيهم اعتقادهم کفر من خرجوا عليه، کما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبدالوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلّبوا علی الحرمين، وکانوا ينّتحلون مذهب الحنابلة، لکّنهم اعتقدوا أنّهم هم المسلمون وأنّ من خالف اعتقادهم مشرکون، واستباحوا بذلك قتل أهل السنّة وقتل علمائهم حتّی کسر الله شوکتهم وخرّب بلادهم وظفر بهم عساکر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف». [7]

المصادر:
[1] مع الوهابيين في خططهم وعقائدهم، ص18.
[2] تاريخ نجد للآلوسي، ص108.
[3] الفتوحات الإسلامية، ج2، ص357.
[4] الفجر الصادق، ص16.
[5] الإسلام في القرن العشرين، صص136-137.
[6] المقالات السنية في کشف ضلالات أحمد بن تيمية، ص51-53.
[7] حاشية رد المحتار علی الدر المختار، کتاب البغاة، ج4، ص449.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.