الملخص:
صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله منهم من جاهد بين يدى رسول الله صلى الله عليه و آله بنفسه و ماله و ولده و منهم من أملص من يده بشتى الحيل فمنهم المنافقون و منهم من وعده الله النار في القرآن و منهم من لعنه الله و رسوله و الملائكة و المؤمنون، فكيف يعقل القول بعدالتهم جميعا.
الصحابة، طبقا لبعض التعاریف الموجودة، أشخاص کانوا یعیشون في زمن حیاة النبي صلى الله علیه و آله و قد رأوا رسول الله صلى الله علیه و آله.
في إعتقاد علماء أهل السنة، کل من یصدق علیه هذا التعریف یعد صحابیا و لدیه عدالة یعني أنه یمکن أن یخطأ ولکن لا یؤاخذ لذا لا یجوز ذکر الصحابة بالسوء، لعنهم و عدم قبول آراءهم في مختلف المسائل الفقهیة، تفسیر القرآن و غیر ذلك.
لکن علماء الشیعة یعتقدون بغیر هذا الإعتقاد. إنهم یرون أنه لا یلزم من مجرد کون الإنسان صحابيا، عدالته و قبول رأیه في المسائل المختلفه بل من الواجب التوجه إلی مقام ذلك الإنسان و علمه و طریقة کلامه و استدلاله، سواء کان صحابیا أم تابعیا أم غیر ذلك کما أن ذکر کل الصحابة بالسوء و لعنهم لایجوز لکن قد ورد في المصحف الشریف لعن بعضهم.
إن لبعض الصحابة مقاما رفیعا مثل أمیرالمؤمنین علي بن ابي طالب علیه السلام و الإمام الحسن علیه السلام و الإمام الحسین علیه السلام و السيدة فاطمة الزهراء سلام الله علیها و هذا متفق علیه عند الشیعة و أهل السنة کما أنه مسلم فیه أن أمثال جعفر الطیار، حمزة، سلمان الفارسي، المقداد، أبوذر الغفاري و ... من أعاظم الصحابة ولکن کما أشرنا مسبقا فإن بعض الصحابة جاء لعنهم في القرآن الکریم أو على لسان رسول الله صلى الله علیه و آله و هذا أدل دلیل علی أن جميع الصحابة لیسوا عدولا و لا یقبل کلامهم في جمیع الأحوال و فیهم مشرکون أسلموا في ظاهر الأمر فقط و فیهم منافقون. مثلا في الآیات التالیة یذکر الله تبارك و تعالی أشخاصا یصدق علیهم لفظ الصحابة ثم یلعنهم أو یوعدهم النار و العذاب الألیم:
المسد آیات 1-5 تَبَّتْ يَدَا أَبىِ لَهَبٍ وَ تَبَّ(1) مَا أَغْنىَ عَنْهُ مَالُهُ وَ مَا كَسَبَ(2) سَيَصْلىَ نَارًا ذَاتَ لهَبٍ(3) وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ(4) فىِ جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدِ (5)
في هذه السورة المبارکة یذکر الله تبارك و تعالی أبولهب و امرأته و یوعدهم النار مع أنهم من الصحابة.
الإسراء : 60 ... وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ...
في هذه الآیة الکریمة إشارة إلی الشجرة الملعونة و قد فسرها رسول الله صلى الله علیه و آله ببني أمیة و الحال أن أهل السنة یرون معاویة و هو إبن أبي سفیان عادلا و یسمونه بخال المؤمنین مع أنه کان مطرودا من قبل رسول الله صلى الله علیه و آله.