أكبر المشاكل بين المراهقين والوالدين قد يظن أن أكبر المشاكل بين المراهقين والوالدين: عدم التقدير وأن كل شيء يأخذه الطفل أو يطلبه من أهله كأنه حق له أصيل ولكن في الحقيقة المراهقون يشعرون بالامتنان العظيم لأهلهم طول الوقت، نسوا قول شكرًا لأنهم اعتادوا منك على الكرم ، وربما تغيب عن تفكيرهم فكرةُ الامتنان، وربما يقدّرون كلَ شيء لكن المراهقين خجلون، و هذه هي المشكلة الأساسية في التواصل، يمكن حلُها بأن نواجههم بذلك بنبرة تعبر عن إحباطنا، ولا يكون فيها غضب ولا تشعره فيها بأنك تمن عليهوقد ورد في الحديث : إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ... بِالشُّكْرِ لَهُ وَ لِلْوَالِدَيْنِ فَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يَشْكُرِ اَللَّهَ...[1]
وربما أن ذلك بتأثير جلسائه فلا بد من انتشاله منهم ، والشاب لا بد له من أصدقاء يستأنس بهم . ففي هذه السن لا يصلح التقتير عليه أي علی المراهقين ، ولا الإِغداق عليه ؛ لأنه إن قتر عليه ماديًّا، فقد يلجأ لجلساء السوء أو السرقات ؛ ليحصل على المال ، وكذلك الإِغداق عليه دائمًا قد يؤدي للفسوق والفساد . بل لا بد من حسن التعامل معه ، وإشباع ما ينقصه بدفء الحب والنصيحة الحانية . و قد ورد في الحديث: أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَ أَحْسِنُوا آدَابَهُمْ يُغْفَرْ لَكُمْ [2]
مرحلة المراهقة، أو مرحلة الثورة والسعي المستمر لإثبات الذات والحصول على الإستقلالية في اتخاذ القرارات من المراهقين والتحرّر من سلطة الأهل. فترة التغيّرات الشديدة من الناحيتين الفيزيولوجية والهرمونية، والتقلبات المزاجية. كل هذه المستجدات تترتّب أيضاً عليها تغيّرات في السلوك وطرق جديدة للتعبير عن الآراء والأفكار، وممكن أن ينتج عنها سلوك سيء لا يرضي الأهل، ويؤثر بشكل سلبي على العلاقات بين الطرفين ويجعلها متوتّرة. فإذا كنت تعاني من هذه المشكلة مع ابنك المراهق، تابعينا في ما يلي للاطلاع على بعض النصائح للتعامل معه وتصويب سلوكه نحو الإتجاه الصحيح.
إفهمي المشكلة حاول أولاً معرفة السبب أو الأسباب الرئيسية التي تدفع بابنك المراهق إلى التمرّد وعدم التعاون معك وتخطي قوانين المنزل لتسطيع العمل على إيجاد حل وسطي يرضي الطرفين.
حدّدي له بوضوح ما تعتبرينه سلوكاً سيئاً
أي طريقة الكلام، التصرفات باتجاه أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الأشخاص الغرباء، التعابير التي يستعملها أو ردات الفعل التي تصدر منه وانفعالاته القوية. ناقشي هذه الأمور معه بهدوء ومن دون أن تضعيه في دائرة الإتهام لأنك تعلمين في قرارة نفسك أن ردات الفعل هذه طبيعية في هذه المرحلة.
أسلوب الحوار
فليكن حوارك معه هادئاً إذا أمكن، حاولي أن تُشعريه أنك تفهمين وجهة نظره وأنك مستعدة لمناقشته بإيجابية. ولكن من الضروري أن يعرف أن سلوكه السيء من الممكن أن يؤذي محيطه والأشخاص الذين يحبهم، أو أن يؤذيه هو. تحاوري معه حول مبدأ الصح والخطأ، وحاولي أن تجعليه هو يستنتج ما هي التصرفات الخاطئة التي يقوم بها. من الضروري أن تكون أعصابك قوية، وأن تعقدي جلسة الحوار هذه وأنت مستعدة لها، وإذا لم تكوني في وضع يسمح لك بالحفاظ على هدوئك، من الأفضل أن تؤجلي هذه الجلسة لحين تصبحين مستعدة لها.
العقاب التربوي
لا ضرر من العقاب من وقت لآخر، على أن يساعد هذا العقاب في إيصال الرسالة إلى المراهق وأن يحسّن من سلوكياته اليومية. وابتعدي عن العنف اللفظي والجسدي، واشرحي لابنك المراهق لماذا تحديداً أنت تمنعينه من استعمال هاتفه الذكي مثلاً، ومن ناحية أخرى أكدي له أنك تحبينه كثيراً، والعقاب لا ينطلق من شعور بالكره أو بالحقد، بل إنه يواجه القصاص حتى يتعلم أهمية تحسين سلوكه.
[1] بحار الأنوار, ج93 , ص12.
[2] تفصيل وسائل الشريعة الى تحصيل مسائل الشريعة, ج21, ص476.