كان ميثم بالأصل عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه الإمام علي عليه السلام منها وأعتقه، وسأله عن إسمه فقال: سالم، قال الإمام له: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أنّ اسمك الذي سمّاك به أبواك في العجم ميثم. قال ميثم: صدق الله ورسوله، وصدقتَ يا أمير المؤمنين، والله إنّه لاسمي، قال: فارجع إلى اسمك الذي سمّاك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالما، فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.[1]
ميثم في جوار ابن حريث
كان ميثم التمّار من خطباء الكوفة ومتكلميها وله تبحر في علم التفسير لقوله لابن عباس: سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلام، وعلّمني تأويله. [2]
له محبة شديدة بأهل البيت عليهم السلام والتزام، قال له علي عليه السلام: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أُمية ابن دعيّها عبيد الله بن زياد إلى البراءة منّي؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أنا والله لا أبرأ منك، قال: إذاً والله يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فذاك في الله قليل، فقال: يا ميثم، إذاً تكون معي في درجتي.[3]
وكان يلقى عمرو بن حريث[4] فيقول له: إنّي مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.[5] والنخلة التي صُلب عليها كانت الى جنب دار ابن حريث.
ولمّا ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها، تعلّق عَلَمُهُ بالنخلة التي بالكناسة فَتَخَرَّقَ، فتطيّر من ذلك وأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع قطع.
قال ميثم: فقلت لصالح ابني فخذ مسماراً من حديد فأنقش عليه اسمي واسم أبي ودقّه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتاني قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم، انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنّا ويولّي علينا غيره.
قال: وكنتُ خطيب القوم فنصتَ لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلّم؟ قال: مَن هو؟ قال: ميثم، التمّار الكذّاب مولى الكذّاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوى جالساً فقال لي: ما تقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الأمير، بل أنا الصادق مولى الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقّاً.
فقال لي: لتبرأنّ من علي، ولتذكرن مساويه، .. أو لأقطعن يديك ورجليك ولأصلبنّك، ...الخ.[6]
استُشهد ميثم، التمار سنة 60 من الهجرة، قبل وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء بعشرة أيّام، بمدينة الكوفة، وله قبر يُزار.