كلام في رؤية الله تعالى عنها

20:13 - 2022/02/17

مسألة روية الله من المسائل الكلامية التي أخذت مجالا واسعاً من البحث فاختلفوا في رؤية الباري بالأبصار على أقوالٍ كثيرة تبلغ تسعة عشر قولاً.

المذاهب في رؤية الله تعالى

مسألة روية الله من المسائل الكلامية التي أخذت مجالا واسعاً من البحث والتحقيق والأخذ والرد بين المسلمين ولعل ذلك لعلاقتها الوثيقة مع أصل قضية التوحيد.

وقد تشتت الآراء في هذه المسألة بحيث بلغت حد الإفراط. و قد أنهى الأقوال أبوالحسن الأشعري في كتاب مقالات الإسلاميين إلى تسعة عشر قولاً, فقال:

واختلفوا في رؤية الباري بالأبصار على تسعة عشر مقالة, فقال قائلون: يجوز أن نرى الله بالأبصار في الدنيا ولسنا ننكر أن يكون بعض من نلقاه في الطرقات. وأجاز عليه بعضهم الحلول في الأجسام، وأصحاب الحلول إذا رأوا إنساناً يستحسنونه لم يدروا لعلّ إلههم فيه.

وأجاز كثير ممّن جوّز رؤيته في الدنيا، مصافحته وملامسته ومزاورته إيّاه، وقالوا إنّ المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة إذا أرادوا ذلك، حكي ذلك عن بعض أصحاب مظهر و كهمس... وقال بعض إنا نرى الله في النوم أما في اليقظة فلا... وقال ضرار و حفص الفرد: إنّ الله لا يُري بالأبصار، ولكن يخلق لنا يوم القيامة حاسة سادسة، غير حواسنا فندركه بها.[1]

إلى غيرها من الأقوال.

ثم إنّ محلّ النزاع هو رؤية الله سبحانه بالأبصار وأمّا الرؤية القلبية، ومشاهدة الواجب من غير الطرق الحسية فخارج عن مصب البحث، إذ لم يقل أحد بامتناعها.

لكن یمکن القول بأن المذاهب في رؤية الله تعالى ترجع إلى ثلاثة مذاهب:

  1. مذهب يقول بإمكان الرؤية الحسية في الدنيا والآخرة فهؤلاء هم المجسِمة الذين جعلوا الله جسماً كسائر الأجسام.
  2. ومذهب منع الرؤية في الدنيا و جوّزها في الأخرة وقد نفي الكيفية وهذا هو رأي جمهور اهل السنة.
  3. ومذهب قال باستحالة الرؤية في الدنيا والآخرة وهو رأي الإمامية و المعتزلة.

دليل الإمامية على ذلك هو أن هناك ملازمة وثيقة بين الرؤية والجسمية لا تقبل الإنفكاك. و الجسمية تنافي حقيقة واجب الوجود فمحال أن يكون الله جسماً لاحتياج الجسم إلى أجزائه وكذلك يحتاج إلى حيز يكون فيه و هذا بمعنى الفقر والمحدودية تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

فيلزمنا أن نقول: ان الله ليس بجسم وبالنتيجة لايكون مرئياً.

استدل القائلون بجواز الرؤية بآيات كثيرة منها قوله سبحانه: وُجُوهٌ يَومَئِذ ناضِرَةٌ إِلي رَبِّها ناظِرَة.[2]

فأصروا علي أنّ النظر هنا بمعني الرؤية لكن يحتمل أن تكون بمعني الانتظار لا الرؤية، ويقولون: إنّ النظر إذا استعمل مع «إلي» يجيء بمعني الانتظار أيضاً، يقول الشاعر:

وجوه ناظرات يوم بدر       إلي الرحمن يأتي بالفلاح[3]

أي منتظرة إتيانه تعالي بالنصرة والفلاح.

 

المصادر:

[1] . مقالات الإسلاميين، ص 213- 217. ط المانيا.

[2] . القيامة:22- 23.

[3] . العواصم و القواصم، ج5،  ص 224.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.