إن الخليفة الاول أبابكر وصاحبه الخليفة الثاني عمر أبدعا بدعة في الإسلام وهي النهي عن كتابة ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه واله واتخذا طرقاً مختلفة لتحقيق هذا الغرض.
إن الخليفة الاول أبابكر وصاحبه الخليفة الثاني عمر أبدعا بدعة في الإسلام وهي النهي عن كتابة ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه واله واتخذا طرقاً مختلفة لتحقيق هذا الغرض. و بالرغم من تنوع الأشكال فإنها تهدف غرضاً واحداً لا يخفى حتى على عامة الناس وهي رغبة الخليفة باجتثاث سنة الرسول صلى الله عليه واله بأن لا يبقى منها إلا ما لا يتعارض مع توجيهات الدولة و وجودها و سياستها، أو التي تخدم مصالح الدولة.
ومن أشكال منع الخليفة عمر لرواية سنة الرسول صلى الله عليه واله النهي عن رواية الحديث: روي عن قرظة بن كعب أنه قال : لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا إلى حرار ، ثم قال : أتدرون لما شيعتكم؟ قلنا : أردت أن تشيعنا و تكرمنا فقال عمر : إن مع ذلك لحاجة ، إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله و أنا شريككم ، قال قرظة فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله.
و في رواية أخرى ، فلما قدم قرظة بن كعب قالوا: حدثنا فقال قرظة : نهانا عمر.[1]
فقرظة قد فهم بأن عمر ينهى عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله بدليل قوله : فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله صلى الله عليه واله.
ومن أشكال منعه التهديد و الضرب، فقد قال أبو هريرة: ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر.[2]و كان أبو هريرة يقول: لو كان عمر حيا لما سمح له برواية حديث رسول الله و لضربه بالدرة.[3]
وقد ضرب عمر أبا هريرة بالدرة و قال له: قد أكثرت من الرواية، وأحر بك أن تكون كاذباً على رسول الله.[4]
ومنها الحبس، قال الذهبي : إن عمر حبس ثلاثة : ابن مسعود و أبا الدرداء و أبا مسعود الأنصاري فقال: لقد أكثرتم الحديث عن رسول الله.[5]
ومنها الإرهاب والرعب الشديدين وقد وصف حذيفة أمين سرّ رسول الله صلى الله عليه واله حجم الإرهاب و الرعب المفروضين آنذاك بقوله :لو كنت على شاطئ نهر، وقد مددت يدي لأغترف، فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل.[6]
وحذيفة ليس شخصا عاديا وإنما هو أحد كبار الصحابة الكرام، وأمين سر رسول الله صلى الله عليه واله على المنافقين ومع هذا فهو يؤكد تأكيداٌ قاطعاٌ بأنه لو حدث الناس بما سمعه من رسول الله لقتل فی الساعة!
فهذه انواع الطرق التي اتخذها عمر لمنع تدوين السنة الشريفة وفیها أخبار كثيرة تركناها اختصاراً.
المصادر
[1] . جامع بيان العلم باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث(أخرجها ابن عبد البر بثلاثة أسانيد) ، ج2 ، ص 147.
[2] . البداية و النهاية لابن كثير، ج8 ،ج 107 .
[3] . تذكرة الحفاظ، ج 1 ، ص7.
[4] . شرح النهج لابن أبي الحديد، ج 4 ، ص67 ،ص 68 .
[5] . تذكرة الحفاظ للذهبي، ج1 ، ص7 .
[6] . كنز العمال، ج13 ، ص 345 .