أمريكا في فكر الإمام الخميني

يُعتبرالإمام الخميني قدس سره من أبرز الشخصيات بصيرة واطلاعا على حقيقة أعداء الأمة في العصر الحديث . وبهذه البصيرة انطلق القائد الخميني في ثورته وكفاحه ضد أعداء الأمة والإنسانية ، فكانت الثورة الإسلامية في إيران ، حيث اجتثت وقضت على المحتلين والناهبين لخيرات وثروات الشعوب وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أميريكا ، بل وأثمرت الثورة التي قادها عليه نظاما قويا وفاعلا وداعما ومدافعا عن قضايا الأمة الإسلامية ومقدساتها ، وشوكة في حلق الأعداء. وقد تجسدت بصيرته رضوان الله تعالى عليه في كثير من الحقائق في مقدمتها حقيقة الأنظمة المجرمة والقاتلة في مقدمتهم النظام الأمريكي.

الإمام الخميني وحقيقة أمريكا:

وإليك بعض الحقائق عن الشيطان الأمريكي على لسان الإمام الخميني تحت عنوانين:

الأول: أمريكا أصل كلّ شرّ في المنطقة:

فليعلم العالم أنّ مصائب الشعب الإيرانيّ والشعوب الإسلاميّة كلّها هي من الأجانب ومن أميركا، والشعوب الإسلاميّة مشمئزّة من الأجانب عامّة، ومن أميركا خاصّة؛ فتعاسة الدول الإسلاميّة وليدة تَدَخُّل الأجانب في مقدّراتهم. فالأجانب هم الذين نهبوا وينهبون مواردنا وثرواتنا؛ فالإنجليز على مدى سنوات متمادية، نهبوا وينهبون ذهَبَنا الأسود بسعر بخس... الأجانب هم الذين احتلّوا بلدنا العزيز دون وجه حقّ، هجموا عليه من ثلاثة محاور، وقتلوا جنودنا.

فبالأمس، ابتُلِيَت الدول الإسلاميّة بالاستعمار البريطانيّ وعملائه، واليوم بالهيمنة الأميركيّة وعملائها. أميركا هي التي تساند إسرائيل وتدعم حلفاءها، وتبذل لإسرائيل كي تقوم بتشريد العرب المسلمين... أميركا هي التي تفرض النوّاب، بصورة مباشرة وغير مباشرة، على الشعب الإيرانيّ... أميركا هي التي تعتبر الإسلام والقرآن المجيد مضرَّين بمصالحها، وهي التي تمارس الضغوط على المجلس والحكومة لإقرار مثل هذا القرار المخزي الذي يصادر جميع أمجادنا الإسلاميّة والوطنيّة، وتنفيذه... أميركا هي التي تتعامل مع الأمّة الإسلاميّة معاملة وحشيّة، بل وأكثر من وحشيّة..[1]

الثاني: أمريكا في مقدّمة جميع المجرمين:

من المؤسف أن يكون الإسلام في هذه الحالة، وأن يكون الذين يدَّعون الإسلام في مثل هذه الأوضاع. الإسلام يقف قاطعًا أمام المذنبين والمقصِّرين والمعتدين، وهؤلاء الذين يدعون أتباع الإسلام، يُرَغِّبون الآخرين في الاعتداء. وأميركا التي تقف على رأس جميع المجرمين، وهذه الجريمة التي وقعَت قبل فترة في بيروت، بالتحريض الأميركيّ الخفيّ، والممارسة العلنيّة للصهاينة، كان المخطِّط الأساس لها هم. وهؤلاء أيضا اعترفوا بذلك، وقالوا: إنّ المشروع مشروعٌ أميركيّ. فلو لم تكن أميركا ضالعة في القضية، لقالت لإسرائيل: لا إنّ كيان أميركا كلّه يدور حول محور هذه الأمور الحيوانيّة: «الاصطياد». فهذه البلدان لا بدّ وأن تبتلعها أميركا، وكلّ من يتفوّق في هذا المضمار يجوز قصب السبق من مجلس الشيوخ الأميركيّ، بينما كلّ من يَحُولُ دون ذلك، فهو مجرم في نظر هذا المجلس، وهذا هو أقصى ما يفهمونه..[2]

هذه هي حقيقة أمريكا.

___________

المصادر:

[1] صحيفة الإمام ، ج‏1، ص365.

[2] صحيفة الإمام، ج7، ص361.