كلما وقف المرء على شخصية السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء عليها السلام؛ كلما كان من نصيبه الإطلاع أكثر وأكثر على خصالها وصفاتها وخصائصها، وما تسميتها بفاطمة إلا من هذا الباب، وروايات أهل البيت عليهم السلام شاهد على هذا المعنى. وسبب تسميتها بفاطمة هو ما سيكون لنا معه وقفة في هذا البحث.
لقد اختُصت السيدة فاطمة الزهراء عليها بأسماء وصفات جليلة وعديدة حباها الله تعالى تعالى بها ، وذلك كما في الحديث الذي يُروى عن الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول: "لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل؛ فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء...".[1]
ومن تلك الأسماء تسمية الزهراء الطاهرة سلام الله عليها بفاطمة، وفي إطلاق هذا الغسم عليها دلالة عظيمة على مكانتها وسمو قدرها ورفعة شأنها ، وليس لأحد غيرها من نساء العالمين هذا الفضل وهذه العظمة عند الله ، وذاك ما يظهر ويتضح جليا من خلال الروايات التي تطرقت إلى تفسير وبيان سبب أن مولاتنا الزهراء سميت بفاطمة.
سبب تسمية السيدة الزهراء فاطمة:
تحت هذا العنوان نذكر عدة روايات أوردها الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى في هذا الباب. ومنها:
1. عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه عن أبي هريرة قال : "إنما سميت فاطمة فاطمة لان
الله تعالى فطم من أحبها من النار".[2]
2. عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر عليه السلام قال : "لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله عز وجل إلى ملك فانطق به لسان محمد فسماها فاطمة ثم قال أنى فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبو جعفرعليه السلام والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق".[3]
3. عن جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه عليهما السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة ؟ فقال علي عليه السلام يا رسول الله لم سميت ؟ قال لأنها فطمت هي وشيعتها من النار".[4]
4. عن محمد بن مسلم الثقفي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: "لفاطمة عليها السلام وقفة على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر ، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فيقول إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد ، فيقول الله عز وجل ، صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا اخلف الميعاد ، وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك وليتبين لملائكتي وانبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وادخليه الجنة ".[5]
وللمتامل أن يتأمل في مضامين هذه الروايات ليقف على بعض العظمة لهذه السيدة الجليلة، فنحن في مقام السرد للقارئ وهو عليه التمعن والبحث بشكل أوسع عن معاني هذه الأخبار ومفاهيمها العلية.
_______________
المصادر:
[1] بحار، ج٤٣، ص١٠.
[2] علل الشرائع، ج١، ص١٧٨.
[3] علل الشرائع، ج١، ص١٧٩.
[4] علل الشرائع، ج١، ص١٧٩.
[5] علل الشرائع، ج١، ص١٧٩.