سُنة الهوى لا سُنة النبي

رجّح بعض أهل السنة ترك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وأطلقوا عليها كلمة البدعة، والعامل بها مبتدع، ودليلهم على تغيير سنة النبي أن الشيعة يعملون بها، فلأجل الابتعاد عن التشابه بهم، أخذ أهل السنة بالبدعة التي ابتدعوها وتركوا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

ففي موضوع القبر، فإن سنة النبي هو التسطيح، لكن القوم غيروا هذه السنة الى التسنيم، قال الشیخ محمد بن عبد الرحمان الدمشقی:

السنّة فی القبر، التسطیح. وهو أولی علی الراجح من مذهب الشافعی.[1] وقال أبو حنیفة ومالک وأحمد: التسنیم أولی، لأنّ التسطیح صار شعاراً للشیعة.

ونقل العلامة الحلي عن الغزالي والماوردي وهما إمامان للشافعية، أن تسطيح القبور هو المشروع، لكن ‌لما ‌جعلته ‌الرافضة شعارا لهم عدلنا عنه إلى التسنيم.[2]

أهل السنة

ونقل أهل السنة عن ابن أبی هریرة: إنّ الأفضل الآن العدول من التسطیح إلی التسنیم، لأنّ التسطیح صار شعاراً للروافض، فالأولی مخالفتهم، وصیانة المیت وأهله عن الاتّهام بالبدعة.[3] إذن هم اتبعوا غير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

وترك أهل السنة التختم باليمين، قال مصنّف «الهدایة» من الحنفیّة: إنّ المشروع التختّم فی الیمین، ولکن لمّا اتّخذته الرافضة جعلناه فی الیسار.[4]

وترك أهل السنة ، سنة رسول الله في الجهر بالبسملة، فقد نقل الرازي عن البیهقی عن أبی هریرة قال: کان رسول اللَّه یُجهر فی الصلاة ب «بسم اللَّه الرحمن الرحیم» وکان علیٌّ- رضی اللَّه عنه- یُجهر بالتسمیة وقد ثبت بالتواتر، وکان علی بن أبی طالب یقول: یا من ذکره شرف للذاکرین، ومثل هذا کیف یلیق بالعاقل أن یسعی فی إخفائه.[5]

وقال ابن تیمیة الذي يقدسه أهل السنة المتسلفة - عند بیان التشبّه بالروافض-: ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلی ترک بعض المستحبّات إذا صارت شعاراً لهم، فانّه وإن لم یکن الترک واجباً لذلک، لکن فی إظهار ذلک مشابهة لهم فلا یتمیّز السنّی من الرافضی، ومصلحة التمییز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحبّ.[6]

المصادر:

[1] . رحمة الأمة في في اختلاف الأئمة،ج1، ص88، في هامش الميزان للشعراني.

[2] . منهاج السنة ، ج 4، ص 136.

[3] . فتح العزيز بشرح الوجيز = الشرح الكبير للرافعي، ج 5، ص 232.

[4] . الغدير،ج1، ص209. و منهاج السنة، ج 4، ص 137.

[5] . تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، ج 1، ص 180.

[6] . منهاج السنة، ج 4، ص 154.