جواز اللطم على الإمام الحسين

08:58 - 2023/09/04

ورد في البداية والنهاية: أن الأنبياء قتلوا، وكذلك قتل علي، وعمر وعثمان، وهم أفضل من الحسين، فلا يجوز اللطم، ورُدّ بأن بكاء النبي يعقوب كان أعظم وفقرة "دعا بدعوى جاهلية" تشمل ما تضمن عدم الرضا بالقضاء دون ما كان لأعزاز الدين.

ما جاء في هذا الكتاب غير دقيق ولا صحيح، لأن يزيد كان يهدف إلى اغتيال جهود جميع الأنبياء وذلك بالقضاء على دين الإسلام، الذي جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وآله ، الذي هو الدين الأتم والأكمل، وهو ثمرة جهود وتضحيات جميع الأنبياء من النبي آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله.

صلى الله عليه وآله

أوصياء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أفضل

وبما أن أوصياء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أفضل وأشرف من سائر الأوصياء كما تدل عليه النصوص الكثيرة التي أثبتت أن آدم ونوحاً وإبراهيم ويونس وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، توسلوا إلى الله بهم، وطلبوا الفرج والغوث من الله بواسطتهم.[1] وعليه فلا تصل النوبة إلى الحديث عن كون الإمام الحسين عليه السلام أفضل من عمر وعثمان أم لا، لأن هؤلاء قد اعتدوا على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً بالضرب وأسقطوا جنينها حتى ماتت واجدة على أبي بكر وعمر، كما صرح به البخاري وغيره.[2]

إن الصحابة والتابعين قد نقموا على عثمان حتى قتل بحضرتهم وبمشاركة منهم، فكيف يصح بعد هذه المقايسة بين هؤلاء وبين الإمام الحسين عليه السلام فضلاً عن السعي لتفضيلهم عليه.

واللطم على الإمام الحسين عليه السلام مستحب ومطلوب ومحبوب لله تعالى، لأن فيه إدانة للباطل، وتأييدا للحق، وتربية للنفوس على مقت الظلم ورفضه، والبراءة من الظالمين والمفسدين.

واذا قيس لطم الصدور والخدود على البكاء حتى العمى الحقيقي بالنسبة الى النبي يعقوب عليه السلام، فإنه بكى على ولده يوسف عليه السلام - الذي كان حياً - حتى ابيضت عيناه من الحزن، بل هو قد كاد أن يهلك من ذلك، لكان الثاني أعظم.

والحديث المستشهد به "ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ". ناظر إلى من يفعل ذلك استعظاماً، واعتراضاً على قضاء الله، لمجرد موت عزيز له. وقد ألمح العسقلاني، والقاري، والكرماني، والقسطلاني، والمناوي إلى المعنى، فقد ذكروا أن السبب في هذا النهي: "ما تضمنه ذلك من عدم الرضا بالقضاء ".[3]

والدليل على صحة ما فهمه العلماء، ما ورد في ذيل الحديث، من قوله: ودعا بدعوى الجاهلية، فإن من يدعو بدعوى الجاهلية، ويعود إلى التزام رسومها، ويترك ما يدعوه إليه الإسلام، لا يكون من أهل الإيمان، والإسلام، وبذلك يظهر أن الحديث ليس ناظر إلى ما هو من قبيل اللطم في عاشوراء الذي هو لأجل إعزاز الدين ، وإظهار الحب لأهل بيت النبوة "عليهم السلام "، وإحياء شعائر الله تعالى.

المصادر:

[1] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ٢٦، ص ٣١٩.

[2] . صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل، ج 3، ص 1126.

[3] . إرشاد الساري، أحمد القسطلاني، ج 2، ص 406.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.