الشيخ أحمد الأحسائي ومنزلته العلمية

درس الشيخ أحمد الأحسائي العلوم الدينية الشائعة في "الأحساء" حتى بلغ العشرين من عمره؛ لكن باستثناء درسه الأول، لم تتوفر معلومات عن سائر دراساته، فيرى البعض أنه: لم يكن له معلم خاص في المراحل اللاحقة، وحضوره في مجالس محاضرات العلماء، لا تُعد تعليماً في الطريقة المتعارف عليها. خاصة أنه لم يشر في أي من آثاره إلى أن له استاذا حضر درسه.[1] وبالطبع فإن هجرته إلى كربلاء والنجف وحضور دروس الأساتذة الكبار وحصوله على إذن الرواية يدل على حضوره الدراسي؛ رغم أن مدته كانت قصيرة.

هاجر الأحسائي إلى كربلاء والنجف عام 1186هـ، بالتزامن مع أعمال الشغب التي أحدثتها هجمات الحاكم السعودي عبد العزيز على "الأحساء"، وحضر دروس العلماء مثل السيد مهدي بحر العلوم وآغا محمد باقر وحيد البهبهاني وحظي باهتمامهم.

إجازات الشيخ أحمد الأحسائي

وقد حصل أثناء إقامته في العتبات المقدسة على إجازات كثيرة في الرواية عن كبار العلماء، وقد نشر حسين علي محفوظ مجموعة من هذه الإجازات - التي فيها معارف رجالية نافعة - منفصلة.

وممن أجاز للشيخ أحمد الأحسائي الرواية: الشيخ جعفر كاشف الغطا، لما شاهده من مقال للإحسائي في الفقه والعقيدة، وقد أثنى على مكانته العلمية في إجازته.[2]

ومن المشايخ الذين أجازوا الرواية للشيخ أحمد الأحسائي: السيد مهدي بحر العلوم، والميرزا ​​محمد مهدي الشهرشتاني، والآغا سيد علي الطباطبائي -المعروف بصاحب الرياض- والشيخ أحمد البحراني الدهستاني، والشيخ موسى ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والشيخ حسين آل العصفور و أخيه الشيخ أحمد.[3]

ويتبين من الآثار التي تركها الأحسائي، أنه بالإضافة إلى معرفته بالفقه وغيره من العلوم الدينية الدارجة، كان ضليعاً في الفلسفة، وكان مطلعاً أيضاً على العلوم المختلفة، كالرياضيات والعلوم الطبيعية القديمة والعلوم الغريبة مثل (علم الحروف والأعداد والطلاسم). 

ويظهر من لحن الإجازات التي منحها العلماء له، أنه كان على سعة من العلم في الفقه والحديث.

المصادر:

[1] . دائرة المعارف الكبرى الإسلامية -الفارسية- ج 6، ص 662.

[2] . المصدر، ص 663 نقلا عن: إجازات الشیخ أحمد الأحسایی، حسین علی محفوظ، ص 40-37.

[3] . المصدر، نقلا عن: انوار البدرین، علی البحراني، باهتمام محمد علی الطبسي، ص 407 - 406.