في رحاب الصحيفة السجادية

أنشئ: 08/10/2023 - 12:33
دریافت ویدئو

دعاءه عليه السلام : لقد انكب العلماء وتهافت الباحثون في مختلف الأزمنة على شرح الصحيفة السجادية وترجمتها لما تحمل من معارف سامية.

تنطوي أدعية أهل البيت عليهم السلام على كنوز من المعارف الدينية؛ لأنّها أدعية نطق بها من آتاهم الله العلم، وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة، وأوضح بمكانهم معارف التنزيل، وأطلعهم على مكنون أمره، وجعلهم أمناءه على دينه وسرّه وغيبه، وأمناءه على ما أهبط من علم، فهم عيبة علم الله، وموضع سرّ الله، وتراجمة أمر الله، وباب حكمة ربّ العالمين.

فينبغي الإهتمام بجعلها مصدراً أساسياً من مصادر المعرفة لأنّها ذات مضامين معرفية أعمق من المضامين الموجودة في أحاديثهم الشـريف، ذلك لأنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا يكلّمون الناس على قدر عقولهم، مما يمنعهم من بيان الكثير من الحقائق لمحدودية قدرة المخاطب على الاستيعاب والفهم والإدراك لما يقولونه، أما في موضوع الدعاء فإنهم عليهم السلام لا يواجهون هذا المانع، ولا يجدون ما يدعوهم إلى التضييق في إبداء المعارف والحقائق.

فمن أدعيته عليه السلام قوله" اللهم ... لا أستعين بحاكم غيرك".[1]

وقوله "اللهم ... أعني يا خير من أستعين به".[2]

إنّ الله سبحانه هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستعان به في كلّ الأمور، وهو خير من يمكن الاستعانة به، فهو سبحانه لا يخيّب من استعان به ولاذ به وتوجّه إليه.

وبعبارة أخرى إنّ الإنسان يحتاج إلى الله في كلّ حالاته إلى الحفظ والحراسة والستر والمكان الآمن الذي يحميه من الأذى المتوجّه إليه.

عليه السلام

موارد الاستعانة في دعاءه عليه السلام

وموادر الإستعانة بالله سبحانه متعددة، منها طلب عصمة الجوارح من المعصية وأن يجعل بيننا وبين الذنوب حاجزاً يمنع من ارتكاب الذنوب، قال عليه السلام: "اللهم... لا تجعل لشئ من جوارحنا نفوذاً -أي فعلاً - في معصيتك.[3]

ومنها أنّنا قد تلتبس علينا الأمور فلا نجد سبيلاً لمعرفة صحّة الاتّجاه في حركتنا، ونعيش حالة الجهل بطريق الهدى وسبيل الرشاد، فيكون السبيل لحلّ هذا الالتباس هو الاتّجاه إلى الله تعالى، والدعاء منه سبحانه ليوفّقنا ويوفّر لنا أسباب معرفة أهدى الأمور، وأزكى الأعمال، وأرضى السبل والمناهج، وأقربها إلى الفوز بمرضاته عزّوجل.

ويشير الى هذا المعنى دعاءه عليه السلام" اللهم .. وفقني اذا اشتكلت عليّ الأمور لأهداها، واذا تشابهت الأعمال لأزكاها، واذا تناقضت الملل لأرضاها".[4]

ومنها قوله عليه السلام " وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين، واستبعدت به المتعبدين، واستنقذت به المتهاونين"[5] فنحن نعتصم بالله ليأخذ بقلوبنا للقيام بما يقوم به القانتون والعابدون، ويبعدنا عن القيام بما يقوم به الغافلون والمتهاونون.

 

[1] . الصحيفة السجادية، الإمام زين العابدين عليه السلام، الدعاء 14.

[2] . المصدر، الدعاء 24.

[3] . المصدر، الدعاء، 9.

[4] . المصدر، الدعاء 20.

[5] . المصدر، الدعاء 47.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.