وحدة حرمة النبي الأعظم والسيدة الزهراء

الصلاة على الزهراء : ورد النص عن أمير المؤمنين عليه السلام، مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته بقوله: "صلَّى اللَّه علَيكْ وعلَيهْاَ السَّلامُ والرِّضْواَنُ"[1]

يحمل هذا النص الشريف معناً دقيقاً يدل على مكانة الزهراء بضعة الرسول عليهما السلام، لاسيما وأن اصل صدور النص الشريف صدر بعد ما وقعت الامة بعد وفاة نبيها صلى الله عليه وآله بانتهاك حرمته، بالهجوم على بيت النبوة ومناصرة الجناة، أو الرضا بأفعالهم، بلزوم الصمت عن ما فعلوا.

فهذا النص من أمير المؤمنين عليه السلام، يرشد ويدل على اتحاد الحرمتين، وأن احدهما لا تنفك عن الأخرى، وأنّ انتهاك حرمة الزهراء عليها السلام، هو انتهاك لحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنّ صون حرمة الزهراء، هو صون لحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله، تلك سنّة قد أجراها الله تعالى في أنبيائه ورسله، فكانوا أعظم الناس حرمة عند الله تعالى، وأعظم من خلق واشرفهم لديه.

فاطمة الزهراء بضعة الرسول صلى الله عليه وآله

لأنّ الذين التصقوا بالأنبياء عليهم السلام يمكن تقسيمهم الى قسمين، قسم التصق وشاء أن يحظى بمكاسب دنيوية بين الناس، بما للقرب من الحظرة النبوية من آثار اجتماعية ونفسية وروحية على المؤمنين، مثل السامري في بني إسرائيل.

وقسم كان التصاقه بالأنبياء عليهم السلام، من باب الالتصاق السنخي، لتلازم الإيمان والطهر والصدق، فيكون شأن هذا القسم الثاني، مدعماً بالآيات والبراهين الإلهية لأنهم نصروا الله، فنصرهم.

وفاطمة الزهراء وبعلها أمير المؤمنين وولديها الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين وسائر الأئمة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام، هم من القسم الثاني، فنالوا بعضاً من رتبة العبودية التي نالها النبي صلى الله عليه وآله وبعضا من الرسالة والنبوة والإمامة والنذارة والبشارة والشهودية وغيرها مما أوتي المصطفى صلى الله عليه وآله.

لذا وردت ألفاظ وحدة الحرمة بألفاظ متعددة حتى يرسخ في أذهان المسلمين ما لفاطمة الزهراء عليها السلام من الحرمة والمنزلة الشرعية في الاسلام كما للنبي صلى الله عليه وآله، مثل حديث: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني".[2] وحديث: "إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ".[3]

المصادر:

[1]. الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 459.

[2] . صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، ج 4، ص 210.

[3] . صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، ج 7، ص 141.