تحدث أنواع عدة من السرقة وأهمها على المستوى العالمي: النشل والاعتداء على البنوك ومحال التجارة والاعتداء على المارة في الشوارع والطرق والسرقة الإلكترونية والإنترنت، وسرقة مواشي ودواجن القرويين، ودخول المنازل بطرق مختلفة، وسرقة السيارات، وسرقة المتاجر والنشل وغيرها. وتكون هذه السرقات أحياناً عادية وأحياناً مسلحة، وفيها مخاطر على حياة الناس.
يتم تنظيم بعض عمليات السطو و السرقة ، على شكل "عصابة" يقودها عادةً شخص واحد، وقد يكون عدد الأشخاص في هذه العصابة محدوداً أو بالعشرات.
أسباب ودوافع السرقة
يمكن تحليل أهم أسباب ودوافع السرقة في فئتين: "نفسية عاطفية" و"اجتماعية اقتصادية". والدوافع النفسية والعاطفية، بحد ذاتها لها أسباب وعوامل منها:
1- الفقر العاطفي.
إن الفقر العاطفي وقلة المحبة من العوامل الفردية للسرقة. وعادة ما ينشأ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية حادة في أُسَرٍ مزقها الطلاق، أو آباء لم يوفروا تربية مناسبة لأطفالهم. أو وفاة أحد الوالدين، والعنف الأبوي والتمييز بين الأبناء، التفكك الأسري، والصراع في الأسرة وانفصال الوالدين، كل ذلك يسبب حالات مثل الانعزالية والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية لدى الأطفال، وهذه العوامل بدورها تسهل ارتكاب الجريمة المذكورة.
2- ومنها الفشل
إن الفشل أو الحرمان هو مصطلح يستخدم في سياق الفشل في إشباع الرغبات، ويعني "الاستحالة أو عدم القدرة على الوصول" إلى الهدف". فعندما يريد الإنسان الوصول إلى هدف ما، ولا يستطيع أن يصل إليه بسبب مواجهة بعض العوائق، يحس بالفشل.
ويعتقد بعض الخبراء أن انتشار السرقة وغيرها من الجرائم بين الفئات الفقيرة وزيادتها في أوقات الشدة والندرة، ينبغي أن يُنظر إليه على أنه رد فعل على الفشل. عندما تكون هناك مئات العقبات التي لا يمكن التغلب عليها بين رغباتنا القوية وأهدافنا، فإننا نواجه الفشل والصراع والتوترات الداخلية؛ على سبيل المثال، شاب ولد في عائلة فقيرة، فعندما كان طفلاً، لم يرَ المحبة وتم إهماله لسنوات عدة، فهذا من المحتمل أن يسرق ممتلكات الآخرين عندما يكبر، مما يوفر له الرضا الذي كان يبحث عنه دائمًا.[1]
3- ومنها الحسد
إن الحسد يعني الرغبة في إذهاب ما يملكه الآخرون. ففي بعض الأحيان، وبسبب استحالة تحقيق المنفعة الذاتية، يشعر الإنسان بالحسد من نجاح الآخرين وموقعيتهم الاجتماعية. فهذا الإنسان بعد أن عجز عن الوصول إلى ما وصل إليه هؤلاء، لكي يعوض ضعفه ويهدئ ناره الداخلية، يذهب نحو السرقة، فيسرق من الأشخاص الذين يحسدهم.
4- الشعور بعدم الأمان
الوضع الشاذ والاضطرابات الأسرية الشديدة، والخلافات بين الوالدين والسلوك العنيف من الوالدين، من العوامل المهمة التي تجعل الشباب يشعرون بالقلق وعدم الأمان، وتجعلهم ينعزلون عن الآخرين، ولاسيما الوالدين. وفي مثل هذه الحالة يقلل الشاب بشدة من علاقاته الطبيعية وارتباطاته العاطفية مع والديه فيسرق، لتلبية احتياجاته المادية والروحية أو للانتقام من والديه لقيودهما وتشددهما غير المبرر.
المصدر:
[1] . آسیب شناسی اجتماعی، هدایت الله ستوده، ص 155.