جرائم معاوية

إن شدة الظلم لشيعة أمير المؤمنين عليه اسلام كانت في أيام معاوية بن أبي سفيان وإمارة زياد بن أبيه ويزيد بن معاوية وابن زياد والحجاج وغيرهم ممن كانوا يأخذون الشيعة بكل ظن وتهمة حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب اليه من أن يقال له شيعي.[1]

إن الشيعة من الصحابة أيام العصر الأموي كان ذنبهم الوحيد حب أهل البيت عليهم السلام فقط، فإذا كانت السلطة أرادت أن تتهمهم بما يوجب قتلهم، تتهمهم بسب الصحابة، ومعنى سب الصحابة عندهم هو نقدهم وتجريحهم فيما فعلته الصحابة، وهذه الفرية كافية للحكم بقتلهم.

معاوية وقتل الصحابة

لقد قتل معاوية جمعا كثيرا من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام لأجل توطيد حكومته وتقويم دعائم سلطانه، رغم أن النبي صلى الله عليه وآله أكد على أن من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله عزوجل يوم القيامة مكتوبا على جبهته آيس من رحمة الله.[2]

فكيف بمن هم من أجلّاء الصحابة وخيرة المؤمنين كعمار بن ياسر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله" عمار تقتله الفئة الباغية.[3] وحجر بن عدي الكندي وأصحابه الذين قال النبي صلى الله عليه وآله في حقهم" يغضب الله وأهل السماوات لقتلهم"[4]

وكعمرو بن الحمق الخزاعي الذي قتله أصحاب معاوية، وكان من أصفياء الصحابة المشرّف بدعاء النبي صلى الله عليه وآله عندما سقاه لبناً بقوله صلى الله عليه وآله" اللهم أمتعه في شبابه، ولقد أتت عليه ثمانون سنة لا يُرى فيه شعرة بيضاء"[5]

وكمالك بن الحارث الاشتر النخعي الذي لا يخفى جلالة قدره وعظيم منزلته، وقد تأسف الامام علي عليه السلام لما سمع نعي وفاته وقال: لقد كان لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وآله.[6]

لقد قتل معاوية مالكا بالسم الذي دسّه في العسل واغتاله في طريق مصر، ولما بلغه الخبر أقبل معاوية يقول لأهل الشام: كانت لعلي بن ابي طالب يدان يمينان، قطعت أحدهما يوم صفين -عمار بن ياسر - وقطعت الاخرى اليوم يعني الاشتر.[7]

المصادر

[1] . إحقاق الحق للتستري ج 28 ص 521.

[2] . سنن ابن ماجة،ج2، ص874.

[3] . صحيح البخاري،ج3، ص207.

[4] . تاريخ مدينة دمشق، ج12، ص226.

[5] . المصنف لابن أبي شيبة،ج7، ص37،ح121.

[6] . خلاصة الاقوال للعلامة الحلي، ص276.

[7] . تاريخ الطبري، ج4، ص71.