دور الأسرة في الوقاية من الانحرافات (تَدَخُّل الآخرين)

تدخل الآخرين : إن الخلافات الأسرية لها عوامل وقضايا من وراء الكواليس لا يعرفها أحد من الأقارب والمحيطين إلا الزوجان، وربما تكون تلك الأسباب على نحو يمتنع الزوجان من بيانهما للآخرين لعذر ومانع، فمن الضروري أن يتجنب الأشخاص المحيطون بالزوجين (الأبُ، الأم، الأخ، الأخت، الجار، الصديق، الزميل، وما إلى ذلك) بشكل صارم، من أيّ تدخل في شؤون أسرة الآخرين بسبب عدم وجود المعرفة الكافية. كما أن تطبيق رأي الآخرين وأذواقهم على الزوجين، والطلبات غير الواقعية دون مراعاة لقدراتهما المالية أو الجسدية وغيرها، سيؤدي إلى توتر في الوَسَط الأسري وإشعال نار الخلافات.

وبالطبع على المتزوجين، ولاسيما النساء، مراعاة المبادئ الدينية والأخلاقية في التعامل مع الأشخاص المحيطين بهم، لاسيما والديهم، والحفاظ على حرمة أسرهم وأقاربهم، أن يتجاهلوا الطلبات والآراء التي يبدو منها أنها متعاطفة، وأيَّ تدخل غير ضروري ومثير للخلاف من جانب والديهم وأقاربهم.

ونصيحة القرآن الكريم في مثل هذه الأمور هي التحلي باللطف والتصرف الصحيح. وعلى هذا الأساس قال تعالى:"وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً"[1]وقال سبحانه:"وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً"[2]

نبذ خرافات الآخرين

وفقاً للمبادئ الدينية فإن معرفة مستقبل ومصير جميع البشر هو بقدرة الله وحده، ولا قوة تعرف أسرار الناس ومصائرهم إلا بإذن الله. وفي هذه الأثناء ينخرط بعض المنتفعين والمنتهزين من أهل الخرافات والكهانة والسحر والشعوذة، في أمور الناس الشخصية والعائلية لتحقيق مصالحهم المالية والشخصية، وكسب المال بهذه الطريقة. ولسوء الحظ، في بعض الحالات، أدت الأنشطة الإجرامية لهؤلاء الأشخاص المجهولين والباحثين عن الربح إلى تهيئة الظروف وزيادة الخلافات بين العائلات.

ومن الضروري للأزواج والعائلات المحترمة، ولاسيما النساء والأمهات، تجنب اتباع أقوال وأفعال توجه اليهم، و تجنب الحيل الخادعة وغير الموثوقة وغير القانونية لهذه المجموعة من المحتالين الخطرين والنساء المخربات. ومن الواضح أن مستوى المعتقدات الدينية للأفراد وكذلك مستوى التعليم والوعي الاجتماعي للعائلات، له دور فعّال في قبول أو عدم قبول كلام هؤلاء المنتفعين.

المصادر:

[1] . سورة الفرقان، الآية 72.

[2] . سورة الفرقان، الآية 36.