دور الأسرة في الوقاية من الانحرافات (من دوافع السرقة، الفقر المادي)

09:47 - 2024/01/29

تتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد إلى ارتكاب السرقة منها توزيع الثروة الغير عادلة، والبطالة وتوسعة الآلات الميكانيكية التي تسبب إخراج العمال من المصانع، والاشتغال بعمل وهمي كبيع السجائر لرفع احتياجات العائلة.

من دوافع السرقة، الفقر المادي

إن العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤدية إلى السرقة متعددة نشير إلى بعضها:

1- الفقر المادي

ليس للفقر تعريف علمي، لأنه يتغير بتأثير الزمان والمكان، لكن من الناحية النظرية يعني عدم كفاية الدخل لضروريات الحياة، الفقر يعني عدم توفر الثروة المالية الكافية للأسر وعدم القدرة على الاستجابة للاحتياجات الطبيعية والضرورية، مثل: توفير إمكانية التعليم المستمر حتى في المرحلة الثانوية، وتوفير الملابس المتنوعة والمناسبة لذوقهم وروحهم، الخ.

ومن هذا المنطلق فمن المناسب أن نعرف الفقر بمعنى -الشعور بالحاجة- مع أن احتياجات الإنسان من الناحية الدينية محددة ومحدودة بقانون الشرع، كما أن القرآن الكريم يحرّم الإسراف وتكاثر الأموال.

إن السبب الأساسي للسرقة هو الشعور بالحاجة. هذا الشعور يختلف باختلاف الأشخاص. فبالنسبة للبعض، قد تُعد قطعة الخبز حاجة حيوية، وبالنسبة لشخص آخر، يُعدّ ارتداء موديل أو نوع معين من الملابس ...احتياجه الأساسي. وفي كل الأحوال يحاول الإنسان إشباع احتياجاته وإذا لم يكن لديه القدرة على إشباع احتياجاته بمفرده، فإنه يحاول إشباع احتياجاته بطرق أخرى حتى لو كانت بانتهاك حقوق الآخرين وذلك لتحقيق إرضاء نفسه.

السرقة

من عوامل السرقة الفقر والحرمان

ويمكن القول: إن الفقر والحرمان المادي، من أهم العوامل التي تسبب الكثير من الانحرافات الاجتماعية لدى جميع الناس، مثل السرقة، لاسيما السرقة عند الأطفال والمراهقين والبالغين. إن الفقر يؤدي إلى المحن والمشاكل، في حين إذا كان لدى الشخص معتقدات دينية وأخلاقية قوية، فإنه لن يرتكب السرقة أبدًا.

ولهذا السبب، فإن الفقر ينتزع الراحة والترفيه والتعليم وسلامة التغذية من الأسر الفقيرة. إن الأشخاص الذين يسرقون، عادة ما يكون لديهم عائلات غير منظمة ومشردة، يبدأون منذ طفولتهم ومراهقتهم بالنشل والسرقة من المتاجر لإطعام أنفسهم، وترتقي بهم هذه الحالة حتى يصلوا إلى درجة أنهم يدخلون منازل الناس بمهارة ويسرقون الأمتعة والأشياء الثمينة. قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله: "كادَ الفَقْرُ أنْ يَكونَ كُفْراً".[1]

وعلى هذا فإن كثيراً من أوقات السعادة والبؤس، والتقدم والانحدار، والصراع والنزاع، والجرائم التي تحدث في الأسر والمجتمعات البشرية، وتسبب أحياناً أضراراً جسيمة لا يمكن إصلاحها، تنبع من القضايا الاقتصادية.

وفي الواقع فإن السرقة عند هؤلاء الناس لها بُعْدان؛ الأول هو الانتقام والعداء للمجتمع والآخر هو تلبية الاحتياجات الشخصية. ونتيجة للتوزيع غير العادل للثروة، تزداد حدة الفوارق الطبقية في المجتمع، وتصل الفجوة بين الأغنياء والفقراء إلى ذروتها. ومع توسع مكينة الحياة، فإن معظم العمل في المصانع يتم بواسطة الروبوتات والآلات الميكانيكية، وبالطبع تقل الحاجة إلى استخدام القوة البشرية.

إن اجتماع هذين العاملين والتوزيع غير العادل للثروة، سيؤدي إلى انتشار البطالة والتشرد والتسول. ومع توسعة الآلات الميكانيكية في كل مصنع، يصبح عدد كبير من العمال عاطلين من العمل وتتعرض أسرهم لخطر الفقر والجوع. ويضطر أطفال هذه الأسر إلى العمل في وظائف وهمية مثل بيع السجائر لتغطية نفقاتهم. وإذا لم يكسبوا ما يكفي، فإنهم يرتكبون السرقة.

المصدر:

[1] . میزان ‌الحکمة، محمدی الريشهري، ج 7، ص 498.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.