في الحرب الأخيرة في غزة، فإن السياسات المطبقة والمعلنة للنظام تنطوي بشكل مباشر على إبادة جماعية للفلسطينيين. وقد أدى القصف والحصار الذي فرضه النظام الصهيوني على غزة منذ السابع من الشهر الجاري إلى مقتل أكثر من 31 ألف شخص وإصابة أكثر من 50 ألف وتشريد حوالي مليوني شخص. 40% من القتلى أطفال و30% نساء وآلاف الأشخاص تحت الأنقاض.
الإبادة الجماعية :وفقا للأمم المتحدة، في الحد المتوسط، كل 10 دقائق خلال الحرب، يقتل طفل واحد ويصاب طفلان، وهكذا تحولت غزة إلى مقبرة للأطفال. وقُتل في هذه الحرب أكثر من 200 طبيب و102 من موظفي الأمم المتحدة و68 صحفيا. وقد تم تدمير أكثر من نصف البنية التحتية المدنية في غزة، وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية، فضلاً عن المستشفيات والمدارس والمساجد والمخابز وشبكات المياه والكهرباء، تدميراً كاملاً.
وفي هذه الحالة، ترتكز سياسة النظام في هذه المرحلة، على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني. واللافت في هذا الأمر هو العوائل الموجودة في المجمعات السكنية، صار هدفاً للسياسة العسكرية للنظام. وأعلنت وزارة الصحة في غزة مع بداية هذه الحرب أنه خلال الأيام الثمانية الأولى من الحرب (7-15 أكتوبر/تشرين الأول)، تم شطب أكثر من 55 عائلة فلسطينية من السجلات الرسمية بسبب المجزرة التي ارتكبها النظام الصهيوني. كما تؤكد مواقف قادة النظام نيتهم الإبادة الجماعية. وتحدث يوآف غالانت، وزير دفاع النظام، عن أن الحرب هذه هي "حرب ضد حيوانات على شكل انسان"، وصرح دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أن "تركيزنا ينصب على إلحاق الضرر وليس على دِقة القصف".
الإبادة الجماعية في غزة
ويرى يوسيان، وهو ضابط سابق في جيش النظام الصهيوني، أن “هذه الحرب يجب أن تستمر؛ وعدونا ليس حماس فقط، بل عدونا هو المليونان وخمسمائة ألف من سكان غزة". كما افتخر أحد قناصة النظام بقتل 13 طفلاً فلسطينياً في يوم واحد، وبنشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بيان نشرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، قيّم خبراء الأمم المتحدة، الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام ضد الفلسطينيين بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، لاسيما في غزة، باعتبارها تشير إلى حدوث إبادة جماعية.
وفي هذا البيان، هناك دليل على تزايد التحريض على الإبادة الجماعية، والنية الواضحة لتدمير الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، بما في ذلك غزة وبقية المناطق الفلسطينية.
وذكر هؤلاء الخبراء أنهم حذروا من خطر الإبادة الجماعية في غزة، وأنهم يشعرون بحزن عميق بسبب عدم اهتمام الحكومات بتحقيق وقف فوري لإطلاق النار. كما أعربوا عن قلقهم العميق إزاء دعم بعض الحكومات لاستراتيجية الحرب التي ينتهجها النظام الصهيوني ضد السكان المحاصرين في غزة، وفشل النظام الدُّولي في منع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.[1]
المصدر:
[1] . منبع المقال: B2n.ir/r21448