المانعون من تبليغ أمر الإمامة

11:54 - 2024/06/25

حاربت قريش النبي صلى الله عليه وآله في بداية الإسلام، ثمّ استمرت على نهجها في أواخر حياة رسول الله وبعد وفاته فتصدت للإمامة.

حاربت قريش الإسلام في بدء ظهوره وهو غض طري، ثم حاربته وعملت على زعزعة أركانه، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري وهو عنصر الإمامة والقيادة. والنصوص الكثيرة خير شاهد لمحاولات قريش هذه.

قال عثمان بن عفان لابن عباس: "لقد علمت: أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه".

وأيضاً لمّا ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب، قال رجل من بني مخزوم لعمار: "ما أنت وتأمير قريش لأنفسها"

وتستمر الرواية نقلا عن المقداد جوابا لهم تقول: "تالله، ما رأيت مثل ما أتی إلی أهل هذا البيت. وا عجبا لقريش، لقد تركت رجلاً، ما أقول، ولا أعلم أحداً أقضی بالعدل...الخ"[1]

أيضا تصريح عمرو بن عثمان بن عفان بعد قتل أبيه يقول: "ما سمعت كاليوم إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض أحد بعد قتل الخليفة عثمان ثم يقول: "فيا ذلاه، أن يكون حسن وسائر بني عبد المطلب قتلة عثمان أحياء يمشون على مناكب الأرض..."[2]

يقول هذا وقريش تعلم: أن الإمام الحسن عليه السلام كان يدافع عن عثمان وهو محاصر في داره.

ووصل بُغْضُ قريش للنبي وأهل بيته إلى حد يقول فيه الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام، أنه: "ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا"[3]

وسُئل الإمام السجاد عليه السلام عن شدة عداوة قريش للإمام علي عليه السلام، فأجاب عن علة ذلك وقال: "لأنه أورد أولهم النار، وألزم آخرهم العار"[4]

قريش

النبي في قريش كالنخلة

وروي أن ناساً من الأنصار جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقالوا: إنا لنسمع من قومك، حتى يقول القائل منهم: "إنما مثل محمد مثل نخلة"[5]. يعني أن النبي فقط هو الإنسان المقبول في بني هاشم، وهو كنخلة. وقومه بمثابة المزبلة التي نبتت تلك النخلة فيها.

وهذا الموقف من قريش غير خفي على النبي صلى الله عليه وآله حتى أنه قال لعلي عليه السلام: "إن الأمة ستغدر بك بعدي"[6]

وأيضاً أنه صلى الله عليه وآله قد أخبر أمير المؤمنين، بأن في صدور أقوام ضغائن، لا يبدونها له إلا بعده.

وقد صرّح عمر بن الخطاب بهذه العداوة وقال: "كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة، فتجفخوا الناس جفخاً[7]، فنظرت قريش لأنفسها، فاختارت، ووفقت، فأصابت"[8]

المصادر:

[1] . تذکرة الخواص، ابن الجوزي، ص45 46.

[2] . تاریخ الیعقوبی، اليعقوبي، ج2، ص 163.

[3] . الغارات، الكوفي، ج2، ص 570.

[4] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد المعتزلي، ج2، ص 39 40.

[5] . فرائد السمطین، إبراهيم الجويني، ج1 ص 152.

[6] . مستدرك الحاکم، النيسابوري، ج3، ص 142.

[7] . الجفخ: التکبر.

[8] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد المعتزلي، ج12، ص 53.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.