موقف قريش في كلمات الإمام علي

لو رجعنا إلى كلمات الإمام علي عليه السلام، نجده ينسب إلى قريش كلّ مَا حصل من المصائب والبلايا والرزايا التي واجهها هو وكل من سار على خطه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا سيما فيما يرتبط بأمر الخلافة، وما نشأ من تمزق في جسم الأمة، من أهواء. وتقاتل وتناحر، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه.

قال الإمام علي عليه السلام: "اللهم أخز قريشاً، فإنها منعتني حقي، وغصبتني أمري".[1]

وفي نهج البلاغة وغيره قال عليه السلام: "اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثم قالوا: ألا في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه".[2]

وزاد في نص آخر: "فاصبر كمداً، أو فمت متأسفاً حنقاً، وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي كما قطعوا سنتي لفعلوا، ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً".[3]

قريش تنظر في صلاح شأنها

وقال عليه السلام: "إني لأعلم ما في أنفسهم، إن الناس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر في صلاح شأنها، فتقول: إن وُلِّي الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبداً. وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش".[4]

وفي النص التالي يشير الإمام عليه السلام إلى عدم التصديق بالنبي من ابتداء ما صدع بالأمر، وسبب ذلك الحسد، ولكن حيث إن الاعتراف به مقدمة لوصولهم إلى كرسي الرياسة اعترفوا به شيئا ما، قال عليه السلام:

إن العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته. ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسُلّماً إلى العز والإمرة، لما عَبَدَت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكراً.[5].[6]

فإذا كان هذا موقف قريش من النبي صلى الله عليه وآله، فكيف يكون موقفهم من الإمام علي عليه السلام وهو الذي وتر صناديد العرب من قريش وغيرهم؟

المصادر:

[1] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي، ج9، ص 306.

[2] . المصدر، ج ١١، ص١٠٩.

[3] . الغارات، إبراهيم الكوفي، ج2، ص 570.

[4] . قاموس الرجال، محمد تقي الشوشتري، ج6، ص 384 و385.

[5] . البازل من الإبل: الذي فطر نابه.

[6] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي، ج20، ص 298 و299.