تعد وسائل الإعلام الحديثة منبراً للتوعية والتعليم والترويج ونشر المفاهيم والقيم الدينية في المجتمع. وكانت في الماضي وسائل تؤدي نفس وظائف وسائل الإعلام الحديثة، بما في ذلك التثقيف والإخطار والتوجيه والترفيه ودور نقل الرسالة والإقناع وغيرها. ومن هذه الوسائل المسجد والمنبر، اللذين أديا دورا في التطورات السياسية والاجتماعية عبر تاريخ الإسلام. حيث كان المسجد لأداء صلاة الجمعة والجماعة، والمنبر لبيان الإعلانات الرسمية وتحليل معظم التطورات السياسية والاجتماعية الهامة. و في هذا الصدد حث القرآن الكريم على حضور المسلمين في المساجد و الجمعة. حيث قال الله تبارك و تعالى: یا أَیهَا اَّلذِین آَمنُوا إِذَاُ نودِی لِلصَّلَاةِ مِنْ یوْمِ اْلجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَی ذِکْرِ اللَّهِ وَذَرُوا اْلبَیعَ ذَلِکُمْ خَیر لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.[1]
التوسع في الإعلام
التوسع المتزايد في الإعلام واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي، أحدث فجوة عميقة بين الأجيال. حيث أصبح الجيل الجديد لا يولي اهتماما للتعليم والتواصل مع الجيل السابق. فلا يمكن نقل القيم الإسلامية والثقافة في عصرنا من جيل إلى آخر إلا إذا توفرت الخبرة في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للجيلين لطمس هذه الفجوة. التعامل مع جيل الشباب لابد أن يكون مبنياً على الواقعية والمنطق والرقة، لأن غير ذلك يسبب تمردهم وإحباطهم. سيرة أهل البيت (ع) تنظر إلى فترة الشباب بإيجابية. فقد جاء في الخبر عن الإمام الصادق (ع): عَلَيكَ بِالأْحداثِ فَإنَّهُم أسرَعُ إلى كُلِّ خَيرٍ. [2]
إن وسائل الإعلام مؤثرة في خلق التواصل والدعم والمساندة وتطوير ونمو الثقافة الدينية، والقدرة على خلق خطاب مهيمن وشعبي للفكر الديني، ومنع تهميش الدين في المجتمع. تلعب وسائل الإعلام الحديثة بسبب خلق صور جذابة ونشر المعلومات والأخبار، دورًا مهمًا في إيصال الرسائل المطلوبة بما في ذلك من الثقافة ونقل المفاهيم والأفكار الدينية، والوعي الاجتماعي، وإصلاح عقلية الجمهور بهدف توسيع الحضارة الإسلامية، وخلق المدينة الفاضلة، وتوسيع نمط الحياة الدينية والثقافة فيما يتعلق بالشباب، ونشر ثقافة العبادات كالصلاة و الصوم و... والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وما إلى ذلك. لذا، من أجل حياة أفضل ونشر الثقافة الدينية، يجب علينا اكتساب الثقافة الإعلامية.
المصادر:
[1] . سورة الجمعة، الآية 9.
[2] . الكافي، ثقة الإسلام الكليني، ج8، ص 93.