بعد زواج علي عليه السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، قام الإمام بتوزيع مهام عمل البيت.
قال علي « عليه السلام » لأمه فاطمة بنت أسد « رضوان الله تعالى عليها » : إكف فاطمة بنت رسول الله « صلى الله عليه وآله » سقاية الماء ، وتكفيك الداخل : الطحن والعجن .[1]
ونشير إلى ما يلي :
1 - إن علياً « عليه السلام » لم يفرض على زوجته خدمة أمه ، ولا فرض على أمه خدمة زوجته ، بل هو طلب أن يتوزعا المهمات فيما بينهما . . كل منهما بحسب ما يناسب حاله . .
2 - إنه « عليه السلام » تكلم بطريقة تفيد : أن ما طلبه من هذه كان مطلوباً من تلك ، والعكس صحيح ، وذلك لسببين :
أولهما : ليدل على أن أحداً ليس مكلفاً بخدمة أحد ، بل كل إنسان مكلف بالطحن والعجن ، والسقي لنفسه ، فإذا كفاه أحد الناس شيئاً من ذلك ، فإن مكافأته له بأن يكفيه هو شيئاً آخر تصبح طبيعية . .
ولو أنه « عليه السلام » فرض الأمر فرضاً عليهما بأن قال : عليك السقي ، وعليها الطحن والعجن ، لم يشعر أي من الطرفين بإحسان وجميل الطرف الآخر ، ولم تتبلور لديه رغبة في مساعدته ، لو وجده مغلوباً في الذي يتولاه . .
الثاني : هذه الطريقة في البيان تعطي : أن العامل سوف يشعر بأنه مدين للطرف الآخر . . ويشعره بمحبته ومودته ، وصفاء نيته تجاهه ، ويبعد عنه أية حساسية معه .
_____
المصدر:
[1] - مجمع الزوائد، ج 9، ص 256. والمعجم الكبير للطبراني، ج 24، ص 353.