التوحید فی الطاعة

14:22 - 2022/11/29

-من اليقين الذي لايعتريه ريب ولاشك عند كل مؤمن هو أن الله سبحانه وتعالى وحده المستحق للطاعة والعبادة، وأن صرفها إلى غيره شرك ومروق من الدين.

التوحید فی الطاعة

من الأصول التي اتفق عليها جميع المسلمين هوأصل توحيد الله سبحانه وتعالى في الطاعة والعبادة والذي يعني حصر العبادة بالله تعالى، بل إن المسلم لايكون مسلما إلا بالعمل بمقتضى هذا الأصل والإعتراف به. وهاهم المسلمون يرددون يوميا في مشارق الأرض ومغاربها باعتقاد جازم لاتشوبه شائبة قوله جل وعلا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[1]. وتقديم الضمير المنفصل على الفعل فيه دلالة لغویة جلية وواضحة على أن العبادة والطاعة محصورة لله تعالى وأنها لاتكون أبدا ولايجوز أن تكون لغيره لما فیه من الكفر والشرك.

وفي "التفسير الصافي" نقلا عن التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام في قوله تعالى (إياك نعبد) يعني: "قولوا يا أيها الخلق المُنعَم عليهم إياك نعبد أيها المنعم علينا نطيعك مخلصين موحدين مع التذلل والخضوع بلا رياء ولا سمعة". وفي رواية عامية عن الصادق عليه السلام: "يعني لا نريد منك غيرك لا نعبدك بالعوض والبدل كما يعبدك الجاهلون بك المغيبون عنك".[2]

هذا كله بناء على أن الطاعة والعبادة مترادفان، وسيأتي في آخر البحث أن بعض العلماء فرق بينهما. 

الطاعة

جانب آخر عن الطاعة:

كما عرفنا فإن الله سبحانه وتعالى هو وحده " واجب الإطاعة " في هذا الكون. وهو تعالى أيضا وحده مصدر مشروعية إطاعة غيره. أي إن إطاعة غيره يجب أن تعد إطاعة له، ودليل ذلك واضح أيضا، حين تكون الحاكمية له دون سواه فيجب أن يكون هو المطاع دون غيره، ولذلك نحن نعتبر إطاعتنا للأنبياء عليهم السلام والأئمة المعصومين ومن ينوب عنهم هي انعكاس عن طاعتنا لله. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[3]. ويقول سبحانه: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[4] ... [5]

ومثلما ما ذكرنا سابقا فإن بعض العلماء ذهب إلى التفريق بين الطاعة والعبادة ومنهم الشيخ الطبرسي، حيث يرى أن الأولى تحسن لغير الله، والثانية لاتحسن لغيره. ونص كلامه إذ يقول: "تحسن الطاعة لغير الله تعالى، ولا تحسن العبادة لغيره. وقول من قال: إن العبادة هي الطاعة للمعبود، يفسد بأن الطاعة موافقة الأمر، وقد يكون موافقا لأمره، ولا يكون عابدا له. ألا ترى أن الابن يوافق أمر الأب، ولا يكون عابدا له، وكذلك العبد يطيع مولاه، ولا يكون عابدا له بطاعته إياه، والكفار يعبدون الأصنام، ولا يكونون مطيعين لهم، إذ لا يتصور من جهتهم الأمر".[6]

____________________________

المصادر:

[1] سورة الفاتحة، الآية5.

[2] التفسير الصافي، ج ١، ص٨٤.

[3] سورة النساء، الآية59.

[4] سورة النساء، الآية80.

[5] نقلا عن تفسیر الامثل ، ج20، ص563.( بتصرف). 

[6] تفسير مجمع البيان، ج١، ص،٦٣.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.