ذكر الزهراء عليها السلام في الحديث القدسي، يشير الى عظمتها ومكانتها الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى.
فاطمة في الحديث القدسي: ورد في الحديث القدسي عن الله سبحانه وتعالى قوله مخاطبا رسوله الكريم: "يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما "[1]
من هذا الشطر الوارد في الحديث يظهر قيمة الزهراء سلام الله عيها، وعظمتها عند الله سبحانه وتعالى.
من كلمة " لولا" قد يطرح سؤال عن الهدف والغاية في خلق الكون وهو إيصال الانسان الى الكمال قال تعالى " ما خلت الجن والانس الا ليعبدون"[2]
إن الكمال حقيقة مشهودة للجميع ولا يمكن الوصول اليها الا عن طريق المرشد والدليل، والدليل هو القران الكريم والمرشد هم النبي صلى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء وأهل بيته المعصومين سلا الله عليهم أجمعين.
لولا فاطمة لما خلقتكما
فلولا النبي وأهل بيته عليهم السلام لكانت خلقة العالم ناقصة، وعلى هذا الأساس يكون خلق النبي الأكرم وأهل بيته هو سبب خلق الكون كما ورد في حديث الكساء" انی ما خلقتُ سماءاً مبنیة ولا أرضاً مدحیة ولا قمراً منیراً وشمساً مضیئة ولا فلکاً یدور ولا بحراً یجری ولا فلکاً یسری إلا فی محبة هؤلاء الخمسة "[3] وعن الإمام المهدي عليه السلام" نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا"[4]
وجاء فی کتاب البحار نقلاً عن کتاب الهدایة أنه قال:
"یجب أن نعتقد أن الله تبارک وتعالی لم یخلق خلقاً أفضل من محمد ومن بعده الأئمة (صلوات الله علیهم)، وانهم أحب الخلق إلی الله عزوجل وأکرمهم علیه، وأولهم إقراراً به، لما أخذ الله میثاق النبیین فی عالم الذر وأشهدهم علی أنفسهم ألست بربکم؟ قالوا: بلی."[5]
وما نقله الصدوق في الهداية هو خلاصة ما ورد في الروايات في أهل البيت وفيها إشارة الى أنّ لهم بما فيهم فاطمة الزهراء عليها السلام، الولاية التكوينية، فهم أوعية مشيئة الله تعالى منحهم القدرة على التصرف في الكون.[6]
المصادر:
[1] . مستدرك سفينة البحار، ج ٣، ص ٣٣٤ عن مجمع النورين، ١٤.
[2] . سورة الذاريات، الآية 56.
[3] . فقه الزهراء، ج1، قسم الدعاء والزيارة: حديث الكساء.
[4] . مستدرك سفينة البحار، ج ٦، ص ٣٨٠.
[5] . بحار الأنوار، ج16، ص372.
[6] . الکافی، ج1، ص179 ح10.