تأمل في تجويز الخطأ على النبي وأهل بيته

جوّز علماء أهل السنة وقوع الخطأ على خير الرسل صلى الله عليه وآله فيما لم ينزل عليه الوحي،[1] وهذا مخالف لآية "ما آتاكم الرسول فخذوه" إذ لو فُرض كونه يخطئ لَمَا فرض الله سبحانه طاعته مطلقا بل قيّدها في صورة عدم الخطأ.

ونفس مقولتهم هذه في حق النبي، ايضا قالوها في أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله.[2]

قالوا: إن اتفاق أهل البيت على مسألة دينية ليس إجماعا" ويظهر من العبارة أنهم قصدوا: ليس حجة، وبناء على هذا فانه مناقض لخبر الثقلين في قوله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي"[3]

ومناقض لخبر السفينة في قوله صلى الله عليه وآله "مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق"[4] وهو حديث متفق عليه بين علماء الشيعة وأهل السنة.

مخالفة أهل السنة للسنة

فإن هذه الأحاديث وغيرها قد دلت على وجوب المتابعة لأهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله ومن لم يتبعهم هالك، وقد اتفق أهل السنة على ترك العمل بهذه السنن ونقضها، والحال انها حجة عندهم فهم ملزمزن بها، لكنهم خالفوها بسبب متابعتهم من خالف أهل البيت في الدين، وعليه فقد شملهم الوعيد في قوله تعالى" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى"[5] وفي قول الرسول صلى الله عليه وآله " ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب"[6]

ومادة يشاقق في الآية المتقدمة مأخوذة من مادة شقاق وهي بمعنى المخالفة الصريحة المقرونة بالحقد والضغينة. وظاهر الآية وجوب متابعة من هو مؤمن حقيقة، وعليه فكل زعامات من تصدى للحكومة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله غير حكومة أمير المؤمنين عليه السلام، قد شاققت الرسول وسلكت غير سبيل المؤمنين، وخالفت الكتاب والسنة.

المصادر

[1] . منهاج الطالبين وعمدة المفتين، ص336. وكتاب المواقف، ص512.

[2] . منتهى الوصول والأمل في علمي الاصول والجدل، لابن الحاجب، ص57. مبحث الاجماع.

[3] . مسند احمد، ج5، ص181. وصحيح مسلم، ج7، ص122.

[4] . مسند احمد، ج3، ص14 و17 والمستدرك على الصحيحين، ج2، ص343.

[5] . سورة النساء، الآية 115.

[6] . المستدرك على الصحيحين، ج1، ص 36.