استباحة الخليفتين حرمة أهل بيت الرسول

علم أبو بكر وعمر بعد البيعة له أنه لو امتنع علي عليه السلام من البيعة، فإن شرعية السلطة ستظل ناقصة، الا اذا أمضاه الإمام علي عليه السلام، لذا حاولا الضغط عليه وإخراجه بالعنف والقوة للبيعة.

لذا التفت عمر الى أبي بكر وقال: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟

فأرسل أبوبكر خادمه قنفذ الى الإمام علي ثلاث مرات، وفي المرة الأولى قال الإمام: لسريعٌ ما كذبتم على رسول الله صلى آله عليه وآله، وفي المرة الثانية قال: سبحان الله لقد ادعى ما ليس له، وفي المرة الثالثة بعث أبوبكر عمر الى بيت فاطمة عليها السلام ليخرجهم من البيت للبيعة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم.

ارسال أبي بكر عمر الى بيت الزهراء

فأقبل عمر بن الخطاب بقبس من نار الى دار فاطمة وهو يقول: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأُحرقنّها على من فيها، فقيل له إن فيها فاطمة، قال: وإنْ

فنادت الزهراء عليها السلام بأعلى صوتها: يا أبتاه ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة.[1]

هذان الصحابيان قاما بالمؤامرة التي حيكت بهدف إبعاد أهل البيت عليهم السلام عن المنصب الذي اختاره الله لهم، وقد أشار الإمام علي عليه السلام الى هذه المؤامرة في الخطبة الشقشقية بقوله: أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى"[2]

كما وقام أبوبكر بغصب نحلة الزهراء من أبيها وقد أقامت الشهود على ملكينها لفدك لكنّ أبابكر ردّ الشهود.

ولا نعلم كيف يمكن توجيه عمل أبي بكر في تكذيب فاطمة عليها السلام وردّ شهادة زوجها في حقها عند أهل السنة والجماعة بعد ما وردت الأحاديث والآيات في عصمتها كآية إذهاب الرجس عنها.[3]

إن الخليفتين لمّا مرضت الزهراء عليها السلام جاءا لعيادتها فقالت:أنشدكم الله هل سمعتم أبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: فاطمة بضعة مني من أرضاها فقد أرضاني و من أغضبها فقد أغضنبي؟

قالا نعم، فقالت: وأنا أُشهد الله أنكما أغضبتماني... ولأدعونّ عليكما في كل صلاة أُصليها.[4]

المصادر

[1] . تاريخ الطبري، ج3، ص198. وتاريخ اليعقوبي، ج1، ص105.

[2] . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، ج1، ص151.

[3] . سورة الأحزاب، الآية 33.

[4] . الامامة والسياسة، ص19-20.