قد استرجعت الوديعة

11:48 - 2022/12/19

-عبّر الامام علي عليه السلام عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بأنها وديعة قد استرجعتْ، تحمل في طياتها مفاهيم مهمة من الاحترام والتكريم نظراً الى أهمية المضاف اليه.

قد استرجعت الوديعة

إن وصف فاطمة الزهراء عليها السلام بكونها وديعة، ورد ذلك في حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أنفذ إلى علي عليه السلام، ودعاه وأخذ عليا بيمينه، وأخذ فاطمة عليها السلام بشماله، وجمعهما إلى صدره فقبل بين أعينهما ودفع فاطمة إلى علي عليه السلام ، وقال: يا علي نعم الزوجة زوجتك ثم أقبل على فاطمة، وقال: يا فاطمة نعم البعل بعلك، ثم .قال: يا أبا الحسن هذه وديعة الله ورسوله عندك فأحفظ الله وأحفظني فيها.[1]

فكونها "وديعة الله" يلزم تعظيمها، إنّ لفاطمة عليها السلام عند الله تعالى خطباً وحالاً خاصاً أقتضى أن تحاط بالحفاوة والتكريم، وأن لها أمراً يتلزّم أن تحفظ من أجله.

فاطمة

فاطمة الزهراء حرمتها مضاعفة

يفهم من إضافة الوديعة الى الله تعالى أن لها حرمة، وحرمتها مضاعة، فكما أن للكعبة حرمة وتعظيما وشأنية وتقديسا بالنسبة الى الله تعالى فيقال لها" بيت الله" ويقال للقرآن كتاب الله، كذلك للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، حرمة وتقديس واجلال يجب مراعاتها.

وقد ركّز الله تعالى مراعات هذه الحرمات في أذهان الناس، ففي مراعات حرمة الكعبة نقل لنا القرآن الكريم ما فعلته تلك الفئة الباغية التي أرادت تحطيم بيت الله الحرام فقال تعالى "أَلَ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأِصْحَابِ الْفِيلِ ..."[2] وكذلك بالنسبة الى أصحاب ناقة صالح، قال تعالى "فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَتَّمعُوا فِی دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْر مَكْذُوبٍ"[3]

من هنا، نجد أن فاطمة عليها السلام تستشهد بناقة صالح وذلك لما وقع من هجوم القوم على دارها واخراجهم علياً عليه السلام عنوةً كي يبايع أبي بكر في المسجد مما دعاها ذلك إلى الخروج خلف ابن عمها، فلما "انتهت إلى القبر النبوي فقالت.. لإن لم تخلوا عنه.. لأصرخنّ إلى الله تعالى فما ناقة صالح بأكرم من ولدي"

قال سلمان المحمدي: "فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفد من تحتها نفد، فدنوت منها وقلت: يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكني نقمة."[4]

إنها عليها السلام استشهدت بناقة صالح، لتبيّن أنها أعظم حرمة عند الله وأجل شأناً، فكيف سيكون حال هذه الأمة التي انتهكت حرمة (وديعة الله)!؟

المصادر

[1] . بحار الانوار، ج 22، ص 484.

[2] . سورة الفيل.

[3] . سورة هود، الآية 65.

[4] . بحار الأنوار، ج ٢٨، ص٢٠٦.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.