حقيقة الصحابة في كلام الزهراء

فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله عاشت قبل وفاة رسول الله وبعده، فرأت موقف الصحابة من الاسلام وأحكامه وتعاليمه، وأنهم ظهر فيهم النفاق بمجرد أن أغمض رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه وارتحل الى جوار ربه.

الصحابة في كلام الزهراء

قالت عليها السلام: حتّى إذا اختار الله لنبيّه (صلى الله عليه وآله) دار أنبيائه ظهرت فيكم حسيكة[1] النفاق.[2]

إن الصحابة إضافة الى وجود صفة النفاق فيهم، توجد فيهم صفة أخرى تناسب غير الناضجين من الرجال وهي صفة سرعة النهوض لأمر ما دون تأنٍ وتفكير في عاقبة ما أسرعوا اليه.

قالت عليها السلام: "وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخاً بكم، فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغرّة فيه ملاحظين، فاستنهضكم فوجدكم خفافاً"

إن الصحابة لم يستغنموا فرصة الاستفادة من رسول الله صلى الله عليه وآله مادام موجودا بين ظهرانيهم، لا من أخلاقه ولا من تعاليمه وارشاداته، لذا صاروا يقولون ويفعلون على خلاف ما جاء في تعاليم الله تعالى وتعاليم الرسول.

قالت عليها السلام: "وهذا كتاب الله بين أظهركم، زواجره بيّنة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة، أرغبةً عنه تريدون؟! أم بغيره تحكمون ؟! "... بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا "[3]

فمع وجود هذه الأوصاف في الصحابة، فهل يصدق عاقل ما نسبوه الى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "خير القرون قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم"[4]

يقينا لا يصدق أحد بذلك لأنه سوف يحصل تناقض بين كلام الرسول وكلام الزهراء عليهما السلام وهذا محال.

نعم الصحابة كما وصفتهم الزهراء عليها السلام يسرعون الى دعوة الشيطان بقتل المؤمنين، قال ابن تيمية يصف شجاعة ابي بكر في عدم مبالاته من سوء عاقبة قتل الناس، قال: «وظهر من أبي بكر من شجاعة القلب في قتال أهل الردة وغيرهم ما برز به على عمر وسائر ‌الصحابة»[5]

فأبو بكر شجاع القلب في إتباع الشيطان، وليس له أي شجاعة في إتباع سنة الرسول وتعاليم القرآن، بل يقف مقابلهما ويضع الحديث رغبة منه عن القران وحكما بغير تعاليم الإسلام، فيأتي بحديث" نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة"[6] وآيات القران تناديه "وورث سليمان داوود" لكن آذانه صماء عن سماع الحق. قال تعالى" انلزمكموها وأنتم لها كارهون"[7]

المصادر:

[1] . وهي الشوكة، ويراد بها العداوة وهي عداوة النفاق، أي العداوة الحاصلة بسبب النفاق.

[2] . بحار الأنوار، ج ٢٩ ، ص ٢٧١.

[3] . سورة الكهف، الآية 50.

[4] . منهاج السنة، ج 6، ص 226.

[5] . السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ص24 ط عطاءات العلم

[6] . منهاج السنة، ج 4، ص 194.

[7] . سورة هود، الآية 28.