رواية في كتب أهل السنة فيها محاورة يظهر منها أن ترك سنة رسول الله لم يحدث في زمن متأخر بل كان منذ صدر الاسلام.
رواية في مسند أحمد يظهر منها استخفاف عمر برسول الله صلى الله عليه وآله وسنته.
فقد أخرج أحمد بن حنبل عن ابن عباس أنه قال: "تمتع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة!، فقال ابن عباس: ما يقول عرية؟، قال: يقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة!، فقال ابن عباس: أراهم سيهلكون!، أقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول: نهى أبو بكر وعمر!!"[1]
جرءة عمر في إحداث البدع
إن جرءة عمر بن الخطاب وصلت الى حد بحيث يقف أمام الملأ ويقول: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما.[2]
هذا التقابل بين قول عمر، وابي بكر وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له توجيه الا الاستخفاف بنفس رسول الله وسنته، لأن المتعة مما أحلها الله على العباد فليس من حق أحد أن يحرّم ما أحلها الله، لأن حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة.[3]
إن الامور التي وقع تحريمها منهم، كانت مشروعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وحتى وفاة النبي صلى الله عليه وآله،[4] ثم بعد ذلك نهى عنها عمر، وأهل السنة بدل أن يطيعوا ما أمر النبي ونهيه، أطاعوا عمر في هذه الامور المذكورة.
ولا شك أن هذا من أبرز مصاديق المروق عن دين الله تعالى، ومن الامور المتفق عليه بين جميع المذاهب، أن القول الذي لا يرجع الى الله ولا الى دينه ولا كتابه ولا الى رسول الله، فهو بدعة وضلالة. "وكل ضلالة في النار"[5]
ولشدة ما أتى به عمر، قال علي عليه السلام" لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى الا شقي"[6]
إن عمر لم يكتف بالنهي عن المشروع بل صار يضيف الى الشرع ما ليس بمشروع، مثل إضافة " الصلاة خير من النوم " في أذان الفجر، فقد نقل مالك في موطأه أن يوما جاء المؤذن الى عمر بن الخطاب يؤذنه بصلاة الصبح فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم، فاستحسن عمر ذلك وأمر أن يجعلها في نداء الصبح.[7]
المصادر:
[1] . مسند أحمد، ج 3، ص 352 ت أحمد شاكر.
[2] . التفسر الكبير، ج10، ص50.
[3] . الكافي، ج2، ص17.
[4] . صحيح مسلم، ج4، ص131.
[5] . السنة للمروزي، ص29.
[6] . الدر المنثور، ج2، ص14.
[7] . الموطأ، ج1، ص72، ح8، كتاب الصلاة.