-لقد اهتم ابن تيمية بالأحاديث التي في موضوع البيعة، فمن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، والسؤال هو: معاوية على أي إمام مات وفي عنقه بيعته؟
استنكر ابن تيمية حديث رسول الله صلى الله عليه وآله:"من مات، ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"[1] فعلى رأيه الرواية لم ترد على هذا النحو بل وردت كما نقلها عبد الله ابن عمر وهي :"من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية."[2] وفي الصحيحين "من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر عليه فإن من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية".[3]
فلنتماشى مع ابن تيمية في الحديث الثاني ونقول لابد من بيعة، والا فالموتة الجاهلية في انتظار من لم يبايع. والسؤال هو: أن معاوية ابن ابي سفيان أيّ موتة مات، وعن أي إمام مات وعلى عنقه بيعته؟ وإن حكى بعض العلماء عن البيهقي أنه قال: إن معاوية لم يدخل في الايمان حتى يخرج منه بل خرج من الكفر الى النفاق.[4]
هل يوم بارز وقاتل الامام الذي بايعه الناس؟ أليس معاوية خلع ربقة الاسلام من عنقه؟ أليس مات وفي عنقه بيعة للإمام؟ فإنه والحال هذه قد مات ميتة جاهلية، والخبير يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستثن من هذه الكلية أحداً.
ميتة جاهلية
فهذه الحقيقة أثبتها الصحاح والمسانيد من اهل السنة ولا مجال الا العمل بموجبها، ولا يتم اسلام مسلم الا النزول الى مؤداها، فمضمون الرواية ينبئ عن سوء من يموت بلا إمام، فإن موتهم ميتة جاهلية تعتبر شر ميتة، لأنها ميتة كفر والحاد.
فالمستفاد من الحديث أن جميع الشؤون الدينية والدنيوية منوطة كلها بالامام وتكون طاعته واجبة في جميع المجالات وأنّ من خرج عليه فهو جاحد له. كما أن الجاحد لِمَا جاء به النبي صلى الله عليه وآله يموت على الكفر كما هو واضح ظاهر، فيلزم الحكم على جميع من خرج على الامام أمير المؤمنين عليه السلام بالكفر بنص هذا الخبر الصحيح عند ابن تيمية.
المصادر
[1] . منهاج السنة النبوية، ج 1، ص 110.
[2] . المصدر، ج 1،ص 111.
[3] . المصدر، ج 1، ص 113.
[4] . الكنى والالقاب، ج2، ص114.