لا تلازم بين العصمة والنبوة

وظائف الامام : إن المستفاد من آية سورة يونس،[1] ومن حديث الثقلين،[2] أن الامام والهادي ليس قائدا عاديا تكون وظيفته إدارة البلاد اقتصاديا وسياسيا وحفظ ثغور البلاد الاسلامية تجاه الأعداء فقط.

وإنما للامام  وظائف أخرى يجب عليه القيام بها، مثل تفسير القرآن الكريم والكشف عن اسراره وتوضيح مراد الله تعالى، وبيان الاحكام الشرعية والاجابة عن أسألة الناس الاعتقادية، والحيلولة دون تسرب الانحراف الى العقيدة، والتحريف الى الشريعة.

إن هذه الوظائف مرهونة بالعلم الواسع فلابد أن يكون الامام كالنبي في مرتبة من العلم واليقين بحيث لا يخطأ ولا يتطرق اليه الاشتباه، والاشخاص العاديون اذا تولوا هذه الأمور لن يكونوا في مأمن عن الخطأ والزلل، على أنه يجب أن نعلم بأن العصمة لا تساوي النبوة ولا تلازمها ولا تستلزمها، لأنه ربما يكون الشخص معصوما عن الخطأ، ولكن لا يتمتع بمقام النبوة.

وكمثال على ذلك السيدة مريم العذراء عليها السلام، فإن المستفاد من الآيات القرآنية كقوله تعالى" يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ"[3] أنها كانت معصومة ولم تكن نبياً.

عصمة الامام

لذا يجب أن يكون الامام معصوما ليحصل الوثوق بقوله والاطمئنان بصحة كلامه لأنه هو الذي يملأ جميع الفراغات جراء رحلة النبي صلى الله عليه وآله فلا مناص من لزوم عصمته.

فلو جاز على الامام الخطأ والنسيان والمعصية والخلاف، كقول ابي بكر" قد وليت أمركم ولست بخيركم،[4] فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني" وفي رواية"إن رأيتموني على الحق فأعينوني، وإن رأيتموني على الباطل فسددوني "[5] لم يحصل الوثوق بأفعاله وأقواله وضعفت ثقة الناس به، فتنتفي الغاية من نصبه، فإن نصبه إماما للأمة هي لغاية هداية الأمة الى الطريق، ولا يحصل ذلك الا بالوثوق بقوله وفعله والوثوق فرع العصمة، فيجب أن يكون الامام معصوما كالنبي ليحصل الوثوق به فيحصل الغرض.

المصادر

[1] . سورة يونس، الآية 30. في قوله تعالى" أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدّي الا أن يهدى.

[2] . المستدرك للحاكم،ج3،ص109.

[3] . سورة آل عمران، الآية 42.

[4] . الطبقات الكبير،ج 3،ص 167 ط الخانجي.

[5] . طبقات ابن سعد،ج ٣ ، ص ١٥١.