تبرئة يزيد بين الواقع والخيال

13:23 - 2023/08/30

سعى بعض المنحرفين عن الإسلام المحمدي إلى تبرئة يزيد من أعماله الإجرامية وإعطاء الشرعية لخلافته.

إن الذين سعوا الى تبرئة يزيد من جريمة قتل الإمام الحسين عليه السلام ، أنكروا أن يكون يزيد قد رضي بقتله عليه السلام، أو أنه أمر به، ومن هؤلاء: ابن حجر الهيثمي،[1] ومحمد كرد علي، وتقي الدين ابن الصلاح، والغزالي، وابن العربي، وابن تيمية وأضرابهم.[2]

وترقى بعضهم أكثر كابن العربي حيث قال: إن الحسين قتل بسيف جده.[3] وبعضهم وصف الإمام بالبغي، وهو محمد أبو اليسر عابدين، مفتي الشام بقوله : "بيعة يزيد شرعية، ومن خرج عليه كان باغياً".[4]

وقال محمد الخضري: "الحسين أخطأ خطأً عظيماً في خروجه هذا الذي جر على الأمة وبال الفرقة، وزعزع ألفتها إلى يومنا هذا.[5]

والجواب: أولاً: إن النبي صلى الله عليه وآله، قد قرر إمامة الحسنين عليهما السلام في كثير من النصوص العامة والخاصة. ثانياً: إن يزيد فاقد للشرعية بنص واعتراف من أبيه معاوية وبرفض أهل الحل والعقد تأميره عليهم بالقوة، كالإمام الحسين عليه السلام وآخرون من كبار الصحابة.

الإمام الحسين عليه السلام

يزيد هو قاتل الإمام الحسين عليه السلام

ثم إنه ليس من الضروري أن يكون يزيد هو الذي مارس قتل الإمام الحسين عليه السلام بيده، إذ العادة جارية على نسبة الإنتصار والهزيمة في الحروب الى الملوك، وينسب إليهم قتل أعدائهم، وهم لا يباشرون شيئا من ذلك، إلا بعض الشذاذ منهم، يقدمون على القتل مباشرة بهدف التشفي والانتقام.

وبناء على هذا، فلا شك ولا شبهة في أن يزيد بن معاوية هو قاتل الإمام الحسين عليه السلام، بسيف ابن زياد، والشمر، وعمر بن سعد، لا بسيف جده كما أدعاه ابن خلدون وابن العربي.

والدليل قول ابن زياد لمسافر بن شريح اليشكري: " أما قتلي الحسين، فإنه أشار عليّ يزيد بقتله أو قتلي، فاخترت قتله".[6]

ايضاً كتب ابن زياد لعنه الله إلى الإمام الحسين عليه السلام: "قد بلغني نزولك كربلاء، وقد كتب إليَّ أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير، ولا أشبع من الخمير، أو ألحقك باللطيف الخبير، أو تنزل على حكمي، وحكم يزيد والسلام ".[7]

وقال اليعقوبي: إن يزيد قد كتب إلى ابن زياد :" قد بلغني أن أهل الكوفة قد كتبوا إلى الحسين في القدوم عليهم، وأنه قد خرج من مكة متوجهاً نحوهم، وقد بلي به بلدك من بين البلدان، وأيامك من بين الأيام، فإن قتلته، وإلا رجعت إلى نسبك وأبيك عبيد، فاحذر أن يفوتك.[8]

كما أنه في بداية إمارته قد كتب إلى الوليد بن عتبة :" خذ الحسين وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمان بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً، ومن أبى فاضرب عنقه، وابعث إلي برأسه".[9]

ايضا اعتراف يزيد بأنه هو الفاعل وذلك لما وضع رأس الإمام الحسين عليه السلام بين يدي يزيد صار ينكت ثناياه بقضيب ويقول:

أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت * قواضب في إيماننا تقطر الدما

نفلق هاماً من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما .[10]

فهو يعترف بالبيت الثاني بأنه هو فاعل ذلك.

المصادر:

[1] . الفتاوى الحديثية، ابن حجر الهيثمي، ص 193.

[2] . خطط الشام، محمد علي كرد، ج 1، ص 145.

[3] . مقدمة ابن خلدون، ص 181.

[4] . أغاليط المؤرخين، محمد أبو اليسر عابدين، ص 120.

[5] . محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية، محمد الخضري بك، ج 2، ص 129.

[6] . الكامل في التاريخ، ابن الاثير الجزري، ج 3، ص 324.

[7] . بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، ج 24، ص 383.

[8] . تاريخ اليعقوبي، احمد اليعقوبي، ج 2، ص 242.

[9] . مقتل الحسين للخوارزمي، ج 1، ص 178-180

[10] . مروج الذهب، المسعودي، ج 3، ص 61.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 14 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.