الرسول المنقذ من الظلمات

12:16 - 2023/09/30

كان لوجود النبي صلى الله عليه وآله دور هام في نشر الاسلام في الجزيرة العربية على رغم وجود اليهودية والمسيحية والديانات الاخرى مما يعني أن لنفس المبدأ والرسالة والقائد دوراً هاماً جداً، الا أن بعض المسلمين قصّروا في حقه ولم يرعوا تعاليمه الحكيمة ورووا المتناقضات في سيرته.

ولد النبي صلى الله عليه وآله بمكة عام الفيل أي قبل البعثة بأربعين سنة، والمشهور عند الإمامية أنه ولد في السابع عشر من شهر ربيع الأول.

واختلفوا في تأريخ ولادته، وقد اعتذر الأربلي عن ذلك بأنّ: "اختلافهم في يوم ولادته سهل، إذ لم يكونوا عارفين به، وبما يكون منه، وكانوا أميين لا يعرفون ضبط مواليد أبنائهم،" قال: "فأما اختلافهم في موته، فعجيب والأعجب من هذا اختلافهم في الأذان والإقامة بل اختلافهم في موته أعجب، فإن الأذان ربما ادعى كل قوم أنهم رووا فيه رواية، فأما موته فيجب أن يكون معيناً معلوماً ".[1]

إنهم اختلفوا في يوم وفاته صلى الله عليه وآله، مع أنهم كانوا قد عرفوا فيه صلى الله عليه وآله المنقذ والمخرج لهم من الظلمات إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، مع عدم وجود هوى سياسي أو مذهبي يقتضي إبهام ذلك، أو إجماله أو التلاعب فيه.

بل وأغرب من ذلك كله اختلافهم في الكثير من الأمور التي كانوا يمارسونها مع النبي صلى الله عليه وآله عدة مرات يومياً، طيلة سنين عديدة، ويروون المتناقضات عنه صلى الله عليه وآله في أفعال الوضوء والصلاة، وهم كانوا يؤدونها معه صلى الله عليه وآله خمس مرات يوميّاً. بل قد نجد بعضهم يقول: إنهم إنما كانوا يعرفون أنه صلى الله عليه وآله يقرأ في صلاة الظهر والعصر من اضطراب لحيته.[2]

النبي صلى الله عليه وآله

هل ترك النبي صلى الله عليه وآله أمته هملاً

فإذا كان الصحابة هذا حالهم، فهل يصح اعتبار أقوال هؤلاء وأفعالهم سُنة ماضية وشريعة متبعة - كما يعتقد به بعض الفرق الإسلامية - بل ويردّ الحديث الصحيح لقول صحابي أو لقول حاكم، وإذا كانوا يختلفون حتى في مثل هذه الأمور، فهل يصح قول البعض: إنه صلى الله عليه وآله قد ترك الأمة هملاً بلا قائد ولا رائد؟ على اعتبار أن الأمة تكون مستغنية عن الهداية والرعاية.

ولهذه التصورات في حق النبي صلى الله عليه وآله صار مصير الدار التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وآله وصيرتها الخيزران أم الرشيد مسجداً، يصلي فيه الناس[3] ويزورونه، ويتبركون به، وبقي على حالته تلك فلما:" أخذ الوهابيون مكة في عصرنا هذا هدموه ومنعوا من زيارته، على عادتهم في المنع من التبرك بآثار الأنبياء والصالحين، وجعلوه مربطاً للدواب ".[4]

المصادر:

[1] . كشف الغمة، الاربلي، ج 1، ص 15.

[2] . صحيح البخاري، إسماعيل البخاري، ج 1، ص 90 و93.

[3] . أصول الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج 1، ص 264.

[4] . أعيان الشيعة، السيد محسن أمين العاملي، ج 2، ص 7 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.