دور الإمام علي في فترة الحصار

20:26 - 2023/07/13

-بلغت الأمور الى حد أن قريشاً هددت من يبيع بني هاشم شيئاً بنهب أمواله، فأمر أبوطالب بني عبد المطلب بدخول الشعب المعروف بشعب أبي طالب وبدء دور علي عليه السلام في هذه الفترة.

دور علي في فترة الحصار

هددت قريش وصعّدت من تهديدها لرسول الله صلى الله عليه وآله فقطعت الأسواق عنهم بهدف قطع الأرزاق وهدفهم سفك دم رسول الله صلى الله عليه وآله.

 استمر الحصار سنتين أو ثلاثا وكان الإمام علي عليه السلام يأتيهم بالطعام سراً من مكة، لأنه كان هو المتوصل المحتال في إحضار قوت زهيد من شيوخ قريش وعقلائها سراً، ليقيم به رمق رسول الله صلى الله عليه وآله وبني هاشم، وهم في الحصار. ولا يأمن في كل وقت مفاجأة أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله بالقتل، كأبي جهل بن هشام، وعقبة بن أبي معيط والوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة، وغيرهم من فراعنة قريش وجبابرتها، يقول الإسكافي: ولو انهم ظفروا به لم يبقوا عليه.[1]

في فترة الحصار كان أبو طالب يخاف على النبي صلى الله عليه وآله أن يغتاله المشركون ليلاً، فكان إذا أخذ الناس مضاجعهم، اضطجع النبي صلى الله عليه وآله على فراشه على مرأى من جميع من في الشعب، فإذا نام الناس جاء أبوطالب فأقامه وأضجع ابنه علياً مكانه.[2]

كان الإمام علي عليه السلام يجيع نفسه ويطعم رسول الله ويظمئ نفسه ويسقيه، وأبوبكر في نجوة من ذلك لا يمسه مما يمسهم ألم، ولم يلحقه مما يلحقهم مشقة، ولا يعلم بشيء من أخبارهم وأحوالهم إلا على سبيل الإجمال دون التفصيل، ثلاث سنين إلخ.[3] هذا حاله وهم يحيكون له الفضائل من فراغ.

صلى الله عليه وآله

محاولة سلب فضائل من نفسه كنفس النبي صلى الله عليه وآله

وكما حاولوا إثارة الغبار بالمرات حول فضائل الإمام علي عليه السلام كتفرده بالولادة في جوف الكعبة بادعاء ذلك لحكيم بن خزام، كذلك حاولوا منح ابن حزام فضيلة أخرى بهدف التقليل من أهمية جهاد الإمام علي عليه السلام وتضحياته في شعب أبي طالب، فزعموا أن ابن حزام كان يرسل الطعام سراً إلى المسلمين في شعب أبي طالب.[4]

وما زعموه عار من الصحة بدليل أن ابن حزام كان أحد الذين انتدبتهم قريش لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الهجرة ،[5] فرد الله كيدهم إلى نحورهم بمبيت علي عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة.

أيضاً كان حكيم بن حزام يحتكر جميع الطعام الذي يأتي إلى المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله، حتى أن النبي صلى الله عليه وآله كان له موقف وإدانة منه.[6] وحكيم بن حزام من المؤلفة قلوبهم،[7] ومعنى ذلك أنه لم يكن صحيح الإيمان، وأن شكّه قد استمر إلى أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وآله.

المصادر:

[1] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي، ج 13، ص 256.

[2] . المصدر، ج 14، ص 64 وج 13، ص 256.

[3] . العثمانية، الجاحظ، ص 320.

[4] . السيرة النبوية، ابن هشام، ج 1، ص 379.

[5] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 19، ص 31.

[6] . من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج 3، ص 266.

[7] . الإصابة، ابن حجر العسقلاني، ج 1، ص 349.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.