دور أبي طالب في حماية الرسول

20:28 - 2023/07/13

-حوصر بنو هاشم في الشعب ثلاث سنوات حتى أكلت الأرضة ما في صحيفتهم من ظلم وقطيعة رحم.

دور أبي طالب في حماية الرسول

بعد ثلاث سنوات من الحصار أُخبر أبوطالب بأن الأرضة قد أكلت كل ما في صحيفتهم من ظلم وقطيعة رحم، ولم يبق فيها إلا ما كان اسماً لله، فخرج من شعبه برفقة بني هاشم إلى قريش، فظن المشركون أن الذي أخرجهم هو الجوع لا غير.

قالوا له: يا أبا طالب قد آن لك أن تصالح قومك. قال أبوطالب: قد جئتكم بخير، ابعثوا إلى صحيفتكم، لعله أن يكون بيننا وبينكم صلح فيها. فأتوا بها وعليها أختامهم. قال أبوطالب عليه السلام : هل تنكرون منها شيئاً ؟ ! قالوا: لا.

قال: إن ابن أخي حدثني ولم يكذبني قط، أن الله قد بعث على هذه الصحيفة الأرضة، فأكلت كل قطيعة وإثم، وتركت كل اسم هو لله؛ فإن كان صادقاً أقلعتم عن ظلمنا، وإن يكن كاذباً ندفعه إليكم فقتلتموه.

فصاح الناس: أنصفتنا يا أبا طالب، ففُتحت الصحيفة فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، وكبر المسلمون، وامتعقت وجوه المشركين، فقال أبو طالب: أتبين لكم أينا أولى بالسحر والكهانة؟ فأسلم يومئذ بهذه المعجزة عالم من الناس، وعارض جماعة من المشركين هذا الاتفاق ومُزقت الصحيفة وبطل مفعولها، وخرج بنو هاشم من الشعب.[1]

من هذه المحاورة تبيّن أن أبا طالب كان يعتبر اتهامهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالسحر والكهانة، اتهاما له أيضاً فعبرّ بقوله "أيّنا"

أبوطالب

أبوطالب وموقفه العظيم

ويقف أبوطالب مرة أخرى ذلك الموقف العظيم من جبابرة قريش وفراعنتها، حينما جاءه النبي محمد صلى الله عليه وآله - وقد ألقت عليه قريش سلى ناقة - فأخذ السيف وأمر حمزة أن يأخذ السلى، وتوجه إلى القوم، فلما رأوه مقبلاً عرفوا الشر في وجهه، ثم أمر حمزة أن يلطخ بذلك السلى سبالهم، واحداً واحداً، ففعل .[2] وفي نص آخر: أرادوا التفرق فقال لهم: « ورب البنية، لا يقوم منكم أحد إلا جللته بالسيف وأمَرَّ بالفرث والدم على لحاهم ».[3]

مواقف أبي طالب في حمايته من رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرة، فقد كان يحميه منذ طفولته، ويقدمه على أولاده جميعا، وقد رضي بعداء قريش له وبمعاناة الجوع والفقر والنبذ لاجتماعي، ولقد أعلن صراحة أنه مستعد لأن يخوض حرباً طاحنة، تأكل الأخضر واليابس، ولا يسلِّم النبي محمداً صلى الله عليه وآله لهم، ولا يمنعه من الدعوة إلى الله.

وفي الشعب كان أبوطالب يحرس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بنفسه وينقله من مكان إلى آخر، وينيم ولده الإمام علياً عليه السلام مكانه، ليكون فداء لرسول الله صلى الله عليه وآله، كل ذلك في سبيل الدفع عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ونصر دينه، وإعلاء كلمته ورفعة شأنه.

المصادر:

[1] . السيرة النبوية، ابن كثير، ج 2، ص 44.

[2] . بحارالانوار، محمد باقر المجلسيي، ج 18، ص 259.

[3] . الغدير، عبد الحسين الأميني، ج 7، ص 388 و 359.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.