حياة مؤسس الشيخية في سطور -2

13:12 - 2023/10/09

ادعى الأحسائي أن أجوبة مسائله يتلقاها من أئمة أهل البيت عليهم السلام في المنام، وعلى أثر هذا ترك الاستدلال على إثبات  ما يدعيه بما هو رائج بين العلماء.

قد أدى هذا التوجه إلى أن يكون للشيخ أحمد الأحسائي رأي خاص في بعض المفاهيم الدينية، حتى أنه توقف عن الاستدلال في نشر ادعاءاته دون إبداء الأسباب. وكان حين المناظرات العلمية، كلما اعتُرض على آرائه يقول: "طريقي هو المكاشفة والشهود، وليس البرهان والاستدلال...".[1] ومن الواضح أن مثل هذا التفكير خطير، ولن يكون له مكان في عرض النظريات العلمية، وقد يؤدي إلى الشرك والكفر. وعلى سبيل المثال، يقول الحكيم المتأله السبزواري في هوامش بحث أصالة الوجود: "إن بعض معاصرينا لا يقبلون قواعد الحكمة ويؤمنون بـ "أصالة الوجود والماهية" ويذكرون في بعض تأليفاتهم أن: "الوجود" مصدر الأعمال الصالحة و"الماهية" مصدر الأعمال الشريرة، وكل هذه الآثار أصيلة فلذا يكون المنشأ لصدورها أصيلا بالطريق الأولى؛ بينما الشر هو عدم الملكة، وعلة العدم تنتج عدم الماهية."

قال العلامة حسن زاده الآملي في تعليقه على هذا الكلام: “إن الشيخ أحمد الأحسائي الذي يؤمن بأصالة الوجود والماهية ولا يعتبر القواعد الفلسفية صحيحة، فدون أن يشعر بذلك، قد وقع في دوامة الثنائية التي تؤمن بـ” اليزدان وألاهريمن،[2] التي ليس لها نصيب في التوحيد...".[3]

أحمد الأحسائي

الشيخ أحمد الأحسائي يعود الى وطنه

عاد الشيخ أحمد الأحسائي إلى وطنه الأحساء إثر تفشي الطاعون في العراق، وبعد إقامة دامت أربع سنوات غادر إلى العتبات المقدسة عام 1212هـ. وبعد عودته، بعد أن أقام في البصرة بعض الوقت، توجه إلى "الدورق" القريبة من البصرة وأقام هناك حتى سنة 1216هـ. وبعد ذلك أقام مؤقتاً في البصرة والقرى المحيطة بها عدة مرات حتى سنة 1221هـ.

وفي هذا العام ذهب إلى العتبات المقدسة ومن هناك ذهب الى زيارة مدينة مشهد، وتوقف في يزد في الطريق.

استقبله أهل يزد ورحبوا به ترحيباً حاراً، وبإصرارهم استقر في يزد بعد عودته من مشهد.[4] في هذا الوقت الذي انتشرت فيه سمعة الشيخ أحمد الأحسائي في إيران، راسله فتح علي شاه القاجار ودعاه للقاءه في طهران.

 تذرع الشيخ أحمد الأحسائي بأعذار حتى لا يقبل دعوة الشاه، حتى كتب له الشاه رسالة أخرى جاء فيها: أن قدومه إلى يزد بجيش كبير سيشكل مضْيَقَةً لمعيشة الناس هناك، وطلب مرة أخرى من الشيخ أحمد الأحسائي أن يأتي إلى طهران.

وأخيراً ذهب إلى طهران، لكنه لم يقبل إصرار الشاه على البقاء في طهران وعاد إلى يزد مع عائلته عام 1223هـ.

وفي عام 1229 هـ، وصل الشيخ أحمد الأحسائي إلى كرمانشاه في طريقه لزيارة العتبات المقدسة، واستقبله الأهالي والأمير محمد علي ميرزا ​​(حاكم كرمانشاه). وأصر الحاكم على لقائه في كرمانشاه وأقنعه بالبقاء على أن يلتزم بما قطعه على نفسه بشأن الإعداد لرحلته السنوية إلى العتبات المقدسة، واستمرت هذه الإقامة في كرمانشاه - باستثناء رحلة الحج والعمرة لمدة عامين - نحو عشر سنوات، ثم ذهب إلى مشهد ويزد وأصفهان وكرمانشاه وبعد أن أقام في كرمانشاه سنة غادر إلى العتبات المقدسة، وبعد فترة غادر من هناك بنية زيارة مكة، لكن وافاه الأجل في بعض المنازل وحمل الى المدينة المنورة، ودُفن في مقبرة البقيع.[5]

المصادر:

[1] . قصص العلماء، التنکابنی، ص 35.

[2] . ذهب المجوس الى القول بالثنوية وأن العالم يحكمه الهان اثنان: اله الخير واله الشر( اليزدان والاهريمن) وذلك لما عسر عليهم فهم كيفية صدور مظاهر الخير والشر من مصدر واحد.

[3] . شرح منظومة السبزواري، ج 2، ص 65.

[4] . شرح احوال الشیخ الاحسائي، عبدالله الاحسائي، ترجمة محمد طاهر کرمانی، ص 23 - 19.

[5] . المصدر، ص 40 - 26

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.