حياة مؤسس الشيخية في سطور -1

13:12 - 2023/10/09

دراسة حياة الشيخ أحمد الأحسائي تساعد كثيرا على معرفة سوابق أفكاره وتأثيرها في تكوين الفرقة الشيخية.

نشأ مذهب الشيخية في النصف الأول من القرن الثالث عشر بناءً على تعاليم العالم الشيعي الشيخ أحمد الأحسائي. ويتكوّن أتباع هذه الطائفة من أهل البصرة والحلة وكربلاء والقطيف والبحرين وبعض مدن إيران.[1] ويقوم أساس هذا الدين على الجمع بين "التفسيرات الفلسفية القديمة" المتأثرة بآثار السهروردي وأخبار آل محمد.[2]

إن التعاليم الخاصة بمؤسس هذه الطائفة، عدا عن أنها أصبحت سبباً للانقسام الداخلي للطائفة؛ كانت هي الأساس لظهور طائفتين منحرفتين هما "البابية" و"البهائية". واسم آخر لهذه المجموعة هو "الكشفية". وهي إشارة إلى الكشف والإلهام، وقد قام زعماء هذه الطائفة بانتخاب هذا الاسم لها، وادعى خلافة الشيخ أحد تلامذته المسمى بالسيد كاظم الرشتي.

وعن تسمية الشيخية بالكشفية يقول: "لقد كشف الله تعالى حجاب الجهل وعمى الدين عن أبصارهم وبصائرهم، وأزال ظلمة الشك والريب من قلوبهم وضمائرهم".[3]

إن التعرف على الشيخية مرتبط بالتعرف على "الشيخ أحمد"؛  الذي ينسبون إليه، ويأخذون منه أصول تعاليمهم. لأن مشرب وسيرة الشيخ أحمد وسّعت نطاق التأثير الى ما بعد حياته، وأحدثت تغييرات في تاريخ الإمامية – من القرن الثالث عشر فصاعداً. ولذلك لا بد من معرفة سيرته لذا فذكر خصائصه العلمية والعملية ضروري.

إن الشيخ أحمد المعروف ب "الأحسائي"؛ هو ابن زين الدين بن إبراهيم، ولد في رجب 1166 وتوفي في سنة 1241. وقد لقب بالعالم والحكيم والفقيه الشهير الذي أثار بتعبيره عن بعض الآراء الفلسفية الصوفية معارضة بعض الفقهاء والمتكلمين لدرجة أن البعض شهد على "كفره".

ومسقط رأس الشيخ أحمد أحسائي هي قرية "مطيرفي" الواقعة في منطقة "الأحساء" شرق الجزيرة العربية. وبحسب قول الإحسائي فإن تاريخ التشيع في أجداده يعود إلى جده الرابع “داغر”. وكان "داغر" أول شخص من عائلته يترك الحياة البدوية ويستقر في "مطيرفي". وبعد هجرته اعتنق المذهب الشيعي وكان أبناء جيله جميعاً من أتباع هذا الدين.

الشيخ أحمد

فترة طفولة الشيخ أحمد

يذكر الشيخ أحمد الإحسائي عدة حوادث طبيعية وسياسية حدثت أيام طفولته في موطنه وجعلته يفكر ملياً في عدم استقرار هذا العالم.[4] كان أهله كغيرهم من أهل بلدهم فاقدون للعلم بأحكام الدين، وذلك لبعدهم عن المدينة وعدم وجود عالم بينهم. ويقول هو نفسه: "كان أهل منطقتنا يجتمعون وهم في غفلة ويستمتعون باللهو واللعب، ولأنني كنت صغيراً، كنت شديد التعلق بأسلوب حياتهم؛ حتى أراد الله أن يحررني من تلك المواقف".[5]

فترة التعليم والأحلام الأحسائية: وفي أحد الأيام ذكر له أحد أقارب الشيخ أحمد علم النحو فقال: من لا يعرف النحو لم يصل إلى علم الشعر. وهذا الخطاب جعله يشتاق الى تعلم علم النحو، ولما عرف والده شوقه الى ذلك، أرسله إلى قرية "قرين" المجاورة وفيها قريب له اسمه الشيخ محمد بن الشيخ محسن ليتعلم منه أصول الأدب العربي.

يتذكر الشيخ أحمد حلماً أثناء أيام دراسته في تلك الفترة حيث رأى أن أحدهم أعطاه تفسيراً عميقاً لآيتين من القرآن، يقول: "هذا الحلم جعلني أبتعد عن الدنيا والدرس الذي كنت أدرسه. ولم أسمع قط كلامًا مثل كلام ذلك الرجل، من أي شيخ كنت أذهب إلى مجلسه، ومنذ ذلك الحين كان فقط جسمي حاضرا بين الناس.[6] وكانت هذه الحالة بداية تحول روحي في الحياة العاطفية أدت إلى أحلام ملهمة أخرى!

إنه روى سلسلة من هذه الأحلام لابنه وقال: " إنه بعد أن اهتدى الى العبادة والتفكر بسبب رؤيا رآها، صار يتلقى أجوبة مسائله في نومه من الأئمة الاطهار عليهم السلام، فكان عندما يستيقظ، يجد صواب أجابتهم وصحتها بالرجوع الى الأحاديث.[7] فمن رواية الأحسائي هذه تتبين الجوانب المميزة لمشربه، وهي نوع من التوجه نحو "الشريعة الباطنية" والتأكيد على مكانة وقدسية "الإمام ".

المصادر:

[1] . معجم الفرق الاسلامیة، شریف یحیی الأمین، ص 149.

[2] . فرهنگ فرقه‌های اسلامی، ‌دکتر محمد جواد مشکور، ص 266.

[3] . دلیل المتحیرین، سید کاظم الرشتي، ص 11-10.

[4] . شرح احوال شیخ الاحسائي، عبدالله الاحسائي، ترجمة محمد طاهر کرمانی، ص 134-133.

[5] . المصدر، ص 134.

[6] . المصدر، ص 136 - 134.

[7] . المصدر، ص 141 - 139.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.