غضبت فاطمة الزهراء عليها السلام ونالت الأذى من الخلفاء ولم تزل غاضبة عليهم إلى آخر حياتها عليها السلام.
بعد أن وصل الناس إلى مستوى من الفهم والمعرفة بمكانة النبي الكريم صلى الله عليه وآله، قدّم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وعرّفها للناس بألفاظ مختلفة وفي أوقات مختلفة، فقد روي أنه خرج النبي وهو آخذ بيد فاطمة فقال من عرف فاطمة، فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي و روحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.[1]
غضب فاطمة في الروايات
وهذه الرواية من الأحاديث المتواترة التي لا يمكن تضعيفها، وقد قال ذلك النبي صلى الله عليه وآله غير مرة، وفي أحوال مختلفة.
وأيضاً بحسب قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا" [2] فإن من آذى النبي صلى الله عليه وآله، فهو ملعون ويستحق العذاب الأليم. وفي آية أخرى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"[3]
وفي مصادر أهل السنة روايات عن ما حدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله تشير إلى أن فاطمة الزهراء عليها السلام قد غضبت على الخليفة الأول. جاءت هذه التقارير بعد الهجوم على بيت الزهراء عليها السلام وأخذ فدك منها.
فقد روى البخاري في صحيحه: "أن فاطمة عليها السلام، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة). فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت".[4] ومثل هذا الحديث ورد في صحيح مسلم.[5]. [6]
المصادر:
[1] . مجمع النورين، الشيخ ابو الحسن المرندي، ص29 - مسند أحمد، أحمد بن حنبل، ج 4، ص 5، 326، 328.
[2] . سورة الأحزاب، الآية 75.
[3] . سورة التوبة، الآية 61.
[4] . صحيح البخاري، إسماعيل البخاري، ج 3، ص 1126.
[5] . صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، ج5، ص154.
[6]. منبع المقال: https://2h.ae/aDVv